بوحافة العرابي* – الجريدة العربية
“لا خطوة للوراء , مع تحدٍ آخر لكييف و الغرب “…. ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس الجمعة خطابًا طويلاً في حفل ضم الأراضي الأوكرانية لوغانسك و دونيتسك و خيرسون و زابوريزهيا إلى روسيا . و أعلن بوتين في خطابه “ندعو كييف للعودة إلى طاولة المفاوضات ، لكن اختيار الاستفتاءات لن يناقش ، إنه اختيار لن تخونه روسيا” ، مشيرًا إلى أن الأراضي الآن “جزء من الاتحاد الروسي. ” و تعتبر مثل بقية البلاد و ” سيتم الدفاع عنها بكل الوسائل ” .
و أعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العرض إلى مرسله ، قائلا إنه “مستعد للحوار مع روسيا ، لكن مع رئيس آخر” و وقع طلبًا للحصول على عضوية سريعة في الناتو .
و أشار بوتين إلى خيار الشعب “الواضح للتصويت لصالح الضم في الاستفتاء ، الذي اتخذه ملايين الأشخاص , و الذين أصبحوا مواطنين روسيين إلى الأبد”. و وجه القيصر أصابع الاتهام مرة أخرى إلى الولايات المتحدة والغرب ، اللذين يريدان جعل روسيا “مستعمرة” , بقوله “الاتحاد السوفيتي لم يعد موجودًا ، لا عودة إلى الوراء” ، الاتحاد الروسي “ولد من جديد بعد التسعينيات ، و استعاد مكانته الكريمة في العالم” و لن يعمل و يطأ الرأس “للإملاءات و القواعد الخاطئة للدول الغربية ” .
و أثار التصديق على ضم الأراضي الأوكرانية رد فعل عنيف من المجتمع الدولي . حيث أعلنت الولايات المتحدة و المملكة المتحدة عن فرض عقوبات ، كما فعل الاتحاد الأوروبي بالفعل ، و هددت مجموعة السبع بضرب أولئك الذين “سيقدمون دعمًا سياسيًا أو اقتصاديًا لهذه الانتهاكات التي هي بالأساس مخالفة للقانون الدولي” .
و تعتبر هاته الخطوة التي أقدمت عليها روسيا ” هي أكبر محاولة لضم الأراضي الأوروبية بالقوة منذ الحرب العالمية الثانية ” ، كما جاء في حديث للأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ شجب فعل الفعل الروسي ، و حث جميع الدول على عدم الاعتراف بالوضع الجديد .
من جهتها إيطاليا جرمت الضم غير الشرعي بأشد العبارات الممكنة , بينما قالت جيورجيا ميلوني ( رئيسة الوزراء الإيطاليين المرتقبة ) إن رؤية الرئيس الروسي هي “تهديد لأمن القارة الأوروبية بأكملها” ، مضيفًة أن ضم الأراضي الأوكرانية بعد الاستفتاء المهزلة ليس له قيمة قانونية وسياسية .
وجاءت ردود الفعل التي تدين روسيا أيضًا بسبب هجوم صاروخي على قافلة إنسانية في زابوريزهيا ، خلف 25 قتيلاً على الأقل و 50 جريحًا . و قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن لفتة “جبانة و غير إنسانية ” من طرف الروس تظهر مدى صعوبة محاربة كييف , ليس فقط من أجل الحرية ولكن أيضًا من أجل البقاء ” .