بعد عدة اتهامات بالسلوكيات العنصرية على الحدود الأوكرانية البولندية تجاه الطلبة و المواطنين ذوي البشرة السمراء . تحدث الاتحاد الأفريقي بضرورة التعامل بالمثل و شجب أي معاملة مختلفة و غير مقبولة مع الأفارقة , الذين علقوا على الحدود , هروبا من جحيم الحرب بعد اجتياح الجيش الروسي لأوكرانيا .
غضب الشرطي فقال : ” أخرجوا القرود من هنا ” .
كانت ” تيريزيا كابيمياما ” طالبة هندسة في أوديسا ، وهي مدينة ساحلية على شواطئ البحر الأسود . لكن بين عشية وضحاها ، أجبرت الحرب هذه الشابة الكونغولية على الفرار من البلد الذي اختارت العيش و الدراسة فيه . أخذتها رحلة مرهقة بالحافلة – لأنها كانت غير قادرة على العثور على مقعد في القطار – إلى ” لفيف ” ، المدينة الغربية الكبيرة ، على بعد 800 كيلومتر ، ثم بعدها السفر إلى الحدود نحو دولة بولندا ، حيث تمكنت أخيرًا من الدخول يوم الأحد 27 فبراير إلى البلد المجاور . ” لقد كان كابوسًا , بصراحة لم تكن الشرطة ودودة على الإطلاق مع الأجانب وخاصة السود . لقد تمت إهانتنا بكل أشكال و الألوان العنصرية ، و وجهت البنادق نحونا ، و جعلونا نزدحم بغير احترام أو ود “ . حسبما ذكرت هاته الطالبة المهاجرة في حوار أجري معها عبر الهاتف .
بينما يحاول العديد من الأفارقة ، ومعظمهم من الطلاب ، مثل مئات الآلاف من الأوكرانيين الانضمام إلى البلدان المجاورة . و تضاعفت الاتهامات بالسلوكيات العنصرية على الحدود في الأيام الأخيرة .
إذ تُظهر مقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم #AfricansinUkraine مشاهد توتر شديد مع سلطات المحلية و الحدودية , و منع الأفارقة من ركوب القطارات التي تغادر البلاد .
” هيرفي أوفو ” طالب الطب الإيفواري في ” دنيبرو ” , وهي مدينة في شرق أوكرانيا ، مر بتجربة مريرة تشابه نفس ما حدث مع غيره من الأفارقة ذوي البشرة السوداء . ففي مدينة ” لفيف ” حيث كان قد وصل لتوه ، عندما أراد ركوب القطار مع أجانب آخرين ، غضب أحد رجال الشرطة و صرخ في وجههم : ” أخرجوا القرود من هنا “ ، وفقًا لرواية الطالب الذي يدعي أنه كاد يصل إلى تبادل التراشق بالأيادي . ليقرر أخيرًا السير لمسافة 40 كيلومترًا صباح يوم الاثنين للوصول إلى الحدود مع بولندا ، مع العديد من مواطنيه .
الصدمة و العنصرية .
” هنا أيضًا ، يتم نبذ الأجانب . لا أحد يقترب منا ، إنه أمر صعب “ ، كما يقول ” ديفي ” ، وهو صديق من كوت ديفوار” لهيرفي ” . و واجه ” قادر نيكييما ” الطالب البالغ من العمر 28 عامًا من بوركينا فاسو بجامعة لفيف ، نفس الوضع ، هذه المرة على الحدود مع المجر . يقول الشاب عبر الهاتف : ” كان هناك طابوران ، أحدهما للأوروبيين و الآخر للأفارقة ، لقد ساد الذعر ، و أهاننا حرس الحدود الأوكرانيون و دفعونا بعيدًا ، وكادوا أن يخرجوا عن السيطرة ” .
” حرب الصقالبة ” أسرار غزو روسيا لأوكرانيا ؟
يشار بأنه ليست هاته هي المرة الأولى التي يعاني فيها الأشخاص ذوي السحنة السمراء من العنصرية في دول الشرق الأوروبي . فخارج نطاق الحرب تصور لنا القصص الإنسانية القادمة من تلك البلدان الأوروبية الفقيرة , حالات خطيرة من أوجه الاعتداء اللفظي و الجسدي على هؤلاء المهاجرين الأفارقة .
و تعاني أوكرانيا منذ أسبوع كامل من اجتياح عسكري روسي لأراضيها , بعدما اعترفت روسيا الاتحادية من جانب واحد باستقلال الجيبين الأوكرانيين ” لوغانسك ” و ” دونيتسك ” بشرق البلاد , حيت يسطر الانفصاليون ذوي النزعة الموالية لموسكو .