الجريدة العربية
بعد مرور أربعة أسابيع على تعيينه رسميًا مبعوثًا خاصًا للأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا، كشف الدبلوماسي الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، عن ملامح خطته الأممية للتصدي لظاهرة العداء المتصاعد ضد المسلمين عبر العالم.
وفي حوار خصّ به الموقع الإخباري للأمم المتحدة، أكد موراتينوس أن “كراهية الإسلام والمسلمين لم تعد مقتصرة على أوروبا أو الولايات المتحدة، بل أصبحت ظاهرة عالمية تدق ناقوس الخطر”.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن المجتمع المسلم يُعد من بين الأكبر في العالم، إذ “يضم كوكب الأرض قرابة ثمانية مليارات نسمة، يشكّل المسلمون منهم حوالي 2.5 مليار شخص”، ما يبرز – وفق قوله – أهمية التصدي الجاد والممنهج لكل أشكال الكراهية والتمييز.
خطة عمل شاملة وتعاون دولي
وأوضح موراتينوس، الذي شغل منصب وزير الخارجية الإسباني بين 2004 و2010، أن الأمم المتحدة “تملك بالفعل خطة لمحاربة معاداة السامية، وسيتم العمل على خطة مماثلة لمحاربة الإسلاموفوبيا”، مشيرًا إلى أن الأولوية القصوى اليوم هي وقف تصاعد خطابات الكراهية والتحريض ضد الإسلام والمسلمين.
وأبرز أن هذا العمل سيتطلب تعاونًا مع المنظمات الدولية الكبرى، والدول القادرة والمهتمة بمواجهة هذا التحدي الأخلاقي والإنساني.
التعليم والتشريع.. مفاتيح المواجهة
أقرّ موراتينوس بأن “الإسلام لا يزال يُساء فهمه في الغرب”، ما يستدعي – بحسبه – إطلاق برامج تعليمية توعوية لتعريف المجتمعات الغربية بحقيقة الإسلام ومضامين القرآن الكريم، مضيفًا: “الناس يتحدثون عن الإسلام، لكن كثيرين لم يقرأوا القرآن يومًا”.
كما شدد على ضرورة إدانة كل الأفعال والانتهاكات والاعتداءات التي تطال المسلمين وأماكنهم الدينية، داعيًا إلى “تعزيز ثقافة الاحترام، من خلال إدماج ضوابط قانونية واضحة في الأنظمة القضائية بالدول الغربية”.
قرار تاريخي من الجمعية العامة
ويستند تعيين موراتينوس إلى قرار تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 مارس 2024، بموافقة 115 دولة وامتناع 44 عن التصويت، دون أي اعتراض. المبادرة جاءت بمبادرة من باكستان، ودعت الأمين العام للأمم المتحدة إلى تعيين مبعوث خاص لمناهضة الإسلاموفوبيا.
وقد حافظ موراتينوس على منصبه السابق بصفته الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة منذ سنة 2019، حيث أعلنت المنظمة أن الجمع بين المهمتين يهدف إلى “ترشيد الموارد وتعزيز التكامل بين المهام ذات الصلة”.
يوم أممي لمناهضة الإسلاموفوبيا
يُذكر أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت، منذ عام 2022، أن 15 مارس من كل عام سيكون يومًا دوليًا لمناهضة الإسلاموفوبيا، في خطوة رمزية ومؤسسية لتجديد الالتزام العالمي بمكافحة الكراهية والتمييز الديني.
___________________________________________