في خطوة غير مرتقبة أكد ” الكرملين ” أنه بدأ في سحب بعض من قواته العسكرية المرابضة على تخوم الحدود مع أوكرانيا . في بادرة تم استحسانها من القيادة الأوروبية و الأمريكية حيث تدل على حسن نية روسيا لتفعيل مسطرة الحوار لحل أزمة الحرب التي أوشكت على الاندلاع مع أوكرانيا .
روسيا تلوح بالحرب ضد أوكرانيا وسط غضب غربي .
قد تكون الخطوة التي خطاها الرئيس فلاديمير بوتين حينما لمح بقيامه بالهجوم على أوكرانيا من خلال زرع ما يزيد عن 140 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا , و نشر مدرعات و أنظمة صواريخ مستعدة للإطلاق , كخطوة جريئة يحاول من خلالها استفزاز دول الاتحاد الأوروبي . و جرهم إلى قبول فرض سيطرته على المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في الشرق الأوكراني .
و تعتبر منطقتي ” لوغانسك ” و ” دونستيك ” في الشرقي الأوكراني إحدى الجيوب التي أشعلت فتيل النزاع بين روسيا و أوكرانيا المساندة من طرف دول الاتحاد الأوروبي و بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية . حيث يسعى الناتو إلى التدخل لحماية السيادة الأوكرانية و حقها في أراضيها المتاخمة للحدود مع الجار الشرقي , الذي يبسط يده على الجيبين بدعمه المطلق للانفصاليين الذي يسعون إلى إعلان الإقليمين كجمهوريتين مستقلتين عن التراب الأوكراني .
روسيا و الغرب صورة ضمنية للعبة شطرنج ” كش ملك ” .
غامضة هي تصورات الدب الروسي لما سيؤول له الوضع في حالة تهديد أوكرانيا بالحرب أو حتى السقوط فعليا فيها . فدول الاتحاد الأوروبي السبعة و العشرين مستعدة – تحث إجبار أمريكي – على تسليط عقوبات قاسية ضد موسكو في حال ما إذا تم الهجوم العسكري على أوكرانيا .
أول هاته التدابير قد تكون تعليق استخدام ” نورد ستريم 2 ” خط الأنابيب الشمالي الناقل للغاز الروسي عبر بحر البلطيق باتجاه القارة العجوز . حيث تعول موسكو على المليارات التي سوف تجنيها من تصديرها للغاز نحو الاتحاد . فيما يستفيد هذا الأخير من نسبة تصل إلى %40 من احتياجاته تأتي كلها عبر ” نورد ستريم 1 ” .
إقرأ في نفس الموضوع : الأزمة الأوكرانية : إعادة انتشار محتملة للأسلحة النووية في بيلاروسيا ؟
و تأتي الخطوة الثانية التي يزعم الغرب أنها ستلوي ذراع روسيا , هي ورقة العقوبات التي قد توقعها دول الاتحاد الأوروبي مغبة الهجوم المحتمل , و الذي تعتبره الولايات المتحدة و حليفاتها بريطانيا أنه ” صار حتميا و مؤكدا ” . لكن مع تذبذب الغرب و تلكئه في إصدار حزمة العقوبات , مخافة ردة فعل عكسية من الجانب الروسي , فإن المفوضية الأوربية عازمة على معاقبة موسكو حتى يتم ردعها عن خوض حرب قد تجر القارة الأوروبية خوضها ” مكرهة ” للدفاع عن أوكرانيا , التي جعلت الأوروبيين تحث رحمة الغاز الروسي و تسلط فلاديمير بوتين .