أخبار محلية

أزيلال تتحرك بخطة استباقية للحد من لسعات العقارب ولدغات الأفاعي

الجريدة العربية – لحسن كوجلي (أزيلال)

في مبادرة نوعية تعكس تعبئة جماعية ويقظة استباقية، نظمت مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم أزيلال، بشراكة مع عمالة الإقليم وبتنسيق مع المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية امس الخميس 15 ماي 2025 لقاءً إقليمياً تحسيسياً حول الوقاية من لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، تحت شعار: “معاً نتصدى للسعات العقارب والأفاعي” وذلك بالقاعة الكبرى بعمالة أزيلال.

وقد ترأس أشغال هذا اللقاء السيد عامل الإقليم رفقة المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية بأزيلال، بحضور ممثلي السلطات المحلية، رؤساء الجماعات الترابية، وفعاليات المجتمع المدني والمهتمين بالشأن الصحي بالإقليم.

ويأتي هذا اللقاء في ظل المعطيات الوبائية المسجلة باقليم ازيلال ، حيث تُسجّل مصالح الصحة ما يقارب 900 حالة لسعة عقرب سنوياً، إلى جانب حوالي 10 حالات لدغة أفعى، في حين تم تُسجيل انخفاض ملموس في الوفيات ما بين 2020 و2024، وهو ما يعكس فعالية التدخلات ويحفّز على تعزيزها.

الورشة سلطت الضوء كذلك على مؤشرات وطنية ،جهوية وإقليمية دقيقة، أظهرت أن الأطفال دون سن 15 سنة يمثلون الفئة الأكثر تضرراً، إذ تُشكل وفياتهم نسبة 95% من مجموع الوفيات الناجمة عن لسعات العقارب. كما تم بهذه المناسبة عرض خرائط مفصلة لتوزيع الإصابات حسب المناطق، الجنس، الفئات العمرية، ودرجة الخطورة، بالإضافة إلى تقديم نتائج التدخلات العلاجية بالمؤسسات الصحية.

اللقاء خلُص إلى ضرورة تعزيز الوقاية عبر توعية السكان، تكوين الأطر الصحية في أساليب التدخل السريع، توفير الأدوية والمستلزمات الضرورية، تفعيل لجان اليقظة، وتنظيم حملات محلية تشمل المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني.

كما تم التنويه في هذا الإطار بأهمية مساهمة الساكنة في الوقاية اليومية من خلال سلوكيات بسيطة وفعالة كإزالة الأعشاب، سد الشقوق، وفحص الملابس والأحذية قبل استخدامها.

وللتذكير وتكريساً للبعد التكويني واهميته في هذا المجال ، نظمت مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال دورة تدريبية موازية بدار الثقافة، أشرف عليها الدكتور مروان ملاحي، طبيب مختص في التخدير والإنعاش، وتمحورت حول البروتوكول العلاجي المعتمد للتكفل بحالات لسعات العقارب ولدغات الأفاعي داخل المؤسسات الصحية. الدورة عرفت مشاركة ما يقارب 40 إطاراً صحياً من مختلف التخصصات، مما يشكل لبنة أساسية لتعزيز جاهزية القطاع الصحي بالإقليم.

كل الشكر والتقدير لهذه المبادرة الإقليمية الهادفة، ولكل الشركاء من سلطات محلية، منتخبين، وأطر صحية، ومكونات المجتمع المدني، على التزامهم الجماعي لحماية الأرواح وبناء صيف آمن وخالٍ من التسممات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى