لحسن كوجلي – أزيلال
في رابع أيام رمضان, وتحت اشعة شمس حارقة, وعلى أرضية منقوصة المعايير المعمول بها, وبحضور أمني مكثف, جرت اليوم الأحد مقابلة كروية شبيهة بنزال حربي جمع بين وفاق أفورار المضيف وجمعية تاكلفت الضيف المنتميان ترابيا إلى إقليم ازيلال, وذلك برسم الدورة الأخيرة لبطولة القسم الشرفي الأول مجموعة (ب) عصبة جهة بني ملال خنيفرة لكرة القدم .
و تابع المقابلة جمهور غفير على غير العادة قدر بحوالي 1500 متفرج , حضره من جانب الضيوف كل من رئيس جماعة أيت اقبلي وشقيقه رئيس المجلس الإقليمي لبني ملال , في حين لم يحضر لمتابعة الفريق المحلي من المجلس الجماعي لأفورار سوى قلة من النواب والمنتخبين . وحضر من السلطة المحلية , قائد أفورار وخليفته وثلة من أعوانهما , ومن المكتب الإداري للعصبة الجهوية للعبة , كما حضر أمين مال العصبة حسن العسالي والعضو حسان مزياني المكلف بالبرمجة . و حضر لتأمين المقابلة شخصيات أمنية وازنة يتقدمهم القائد الجهوي للدرك الملكي والقائد الإقليمي بأزيلال والعشرات من العناصر التابعة للدرك الملكي وجهاز الوقاية المدنية والقوات المساعدة .
وجمعت المقابلة فريقين يحتلان صدارة مجموعتهما الثانية , وتحدوهما معا رغبة الصعود الى القسم الشرفي الممتاز , وتكفي نتيجة التعادل بالنسبة للضيوف لتحقيق ذلك , خلافا لأصحاب الأرض الذين يلزمهم تحقيق نتيجة الفوز . ومن مصدر قلق رجال الأمن , ظهور أجواء مضطربة على مستوى الفضاء الأزرق سبقت النزال , ضف إلى ذلك كون أصحاب الأرض وفاق أفورار اشتكوا مما رافق مقابلة الذهاب من خشونة , ولذلك وضع رجال الأمن كل الاحتياطات بغية إخراج المقابلة إلى بر الأمان , بوضعهم لحواجز مفصلية بين جماهير الفريقين والإبعاد بينهما قدر الإمكان .
بداية المقابلة كانت عادية إلى حد ما , وأجواءها ظلت تشير إلى كونها ستظل كذلك , في حال فوز الفريق المضيف , وقد تسوء الأوضاع في حال العكس سيما وأن المعطيات تشير إلى كون مجموعة من الجماهير المحلية تحمل حقدا دفينا من أجواء مبارة الإياب .
سجل وفاق أفورار هدفا سريعا خلال الدقائق الأولى من نزال الشوط الأول , بعده ظلت الكرة تتدحرج في وسط الميدان مع تفوق نسبي لأصحاب الأرض على مستوى الاستيلاء على الكرة , و ظهر فريق الضيف جمعية تاكلفت أنه يملك لاعبين متميزين منسجمين قادرين على تغيير النتيجة في أي وقت , وهو ما صار عند تمكنه من تسجيل هدف التعادل ثم إضافة الهدف الثاني , ولم يأتي فريق الوفاق بأي جديد رغم قيامه بجملة من التغييرات , ليضيف الفريق الضيف الهدف الثالث , وكان سببا في اندلاع أعمال الشغب خارج الميدان وداخله .
و مع إطلاق صافرة الهدف الثالث الذي كان بمثابة الرصاصة القاتلة لأمل جماهير أفورار , انصرفت طائفة من الجمهور المحلي في رشق وسط الملعب بالحجارة , أمور دفعت بحكم المقابلة لإيقاف النزال , ومن تم اندلعت أعمال شغب خارج الميدان بين جماهير الفريقين , وبين اللاعبين داخل المستطيل الأخضر كانت نتيجتها تعريض لاعب من تاكلفت للأذى تم نقله في حالة غيبوبة إلى قسم المستعجلات للمستشفى الجهوي ببني ملال .
وأظهرت التصورات , أنه لولا ما حاط المقابلة من تأمين أمني , لحلت كارثة بما تحمله الكلمة من معنى , وهو ما يطرح سؤالا جوهريا حول سبب هيجان الجماهير بالشكل الذي تم , إن هو صار بسبب عشق الجماهير للكرة , أم أن الكرة كانت فقط فرصة للتعبير عما تحمله قلوب المواطنين من أثقال وضغط .
كاميرا الجريدة العربية تخلفت عن نقل اعمال الشغب المؤلمة حتى لا تنقل مشاهدها المقززة , و غير مشرفة للرأي العام . و تم تسجيل اختفاء بعض المنتخبين ممن كان المفروض فيهم المساعدة في إعادة السكينة للأجواء .
ولعب الحضور الأمني المكثف دورا كبيرا جدا في تجنيب وقوع مكروه , وهي مناسبة نشيد من خلالها بالمجهودات الجبارة للسلطات الأمنية , مع مطالبتهم بتحقيق القانون في حق من جر هذا العرس الرياضي إلى كارثة , لولا لطف من الله , سيما وأن المقابلة حظيت بتغطية جوية بواسطة ألة التصوير الدرون .
وأظهرت مخرجات المقابلة عن تقصير وضعف وزارة الشباب والرياضة سابقا عند تفكريها في بناء ملعب أفورار , سواء من ناحية نقصه من المعايير المطلوبة أو عند إنزاله لتصميم لا يضمن للاعبين و الحكام والجماهير سلامتهم الصحية , و بذلك ذهبت 700مليون سنتيم أدراج الرياح …