في ذلكَ الليلِ الطويلِ عناؤهُ .

الشاعر المصري مؤمن عزالدين شلبي

في ذلكَ الليلِ الطويلِ عناؤهُ

تدنو إلى فنجانِ قهوتِها المُعتَّقِ بالحنينِ إليهْ

فتبوحُ ذِكراهَا

وترتَشفُ اشتياقًا للحديثِ بنظرةٍ

عبرَتَ حدودَ الحُبِّ من شفتيهْ

تَشتاقُ دومًا

للكلامِ وللغرامِ وللدلالِ

وللحوارِ العاشقيِّ إذا يمدُّ جناحَهُ

حتى الصباحْ

تتذكَّرُ الأيامَ والأحلامَ والأوهامَ

حتى كُلّ وعدٍ قيلَ في يومٍ لها

قد ضاعَ بينَ قصيدةٍ

أو بينَ عاصفةِ الرّياحْ

وطيورُها الولهى

تهجُّ من الدفاترِ حيثُ سجَّلتْ اعترافًا

للجراحِ بكونِها

ملكتْ قلوبًا ما لها في العِشقِ أيُّ جريمةٍ

إلا الوفاءْ

غيرُ الحنينِ وبعضِ أحلامٍ تصيرُ مع الحياةِ

بحارَ دمعٍ، وابتلاءْ

فالحبُّ آمالٌ وبعضُ مواجعٍ

مَن كان يومًا مؤمِنًا بظلامِهِ

هيهاتَ

ينفعُهُ البكاءْ

هي محضُ ذكرى

تستبيحُ مشاعر حَيرى

تُفتِّشُ في الجراحِ عن الحنينِ

تطلُّ عبرَ نوافذِ الأحلامِ تلقَى الذكرياتْ

كم من حبيبٍ صادقٍ

يفدي القلوبَ بعمرِهِ، في العشقِ ماتْ!

كم من فتاةٍ كان مقصِدُها الغرامَ

وحين أوقعَهَا الهوى

صارتْ فُتاتْ!

كم من شِفاهٍ قبَّلتْ كفَّ المشاعرِ

كي تكُفَّ عن الحنينْ؟

كم من ليالٍ

دونَ أيِّ تحفظٍ قتلتْ طموحَ الساهرينْ؟

كم مِن وسائدَ قد تضُمُ بكلِّ فجرٍ

دمعةَ القلبِ الحزينْ؟

كم من رويٍّ في القصيدِ

من الهوى

أهوى ببوحِ مواجعٍ

لا تستكينْ؟

والليلُ نايٌ، لحنُهُ ذكرى

تزفُّ الشوقَ أحزانًا إلى حدِّ المدى

ورسائلُ العُشَّاقِ، والأشعارُ، والألحانُ

بعدَ فراقِهِم صارتْ صدى

ونهايةُ القصصِ البريئةِ:

دربُ أحزانٍ، فكيفَ بنا ابتدا؟

هي محضُ ذِكرى

تُبكي

تحطُّ على الجراحِ بطولِ ليلٍ

لا ينامْ

من فيضِ آهاتٍ

ودمعةِ عاشقٍ

وبكاءِ كُراسٍ يضمُّ الذكرياتْ

سكتَ الكلامْ

هي محضُ ذكرى

تجعلُ القلبُ المسجّى بينَ أحضانِ السرابِ

يبوحُ، يصرخُ بالسكوتْ

ذكرى تُوحّدُ مُرّنا

تسري بأوردةِ الغرامِ بسُمِّها

حتى يموت.

في ذلكَ الليلِ الطويلِ عناؤهُ ………… الشاعر المصري مؤمن عزالدين شلبي .

Exit mobile version