الجريدة العربية -الرباط
في مشهد يعكس مفارقة غريبة، تواصل رئاسة الحكومة صمتها المُطبق إزاء الأزمة المعيشية الخانقة التي يواجهها المواطنون يوميًا، من ارتفاع الأسعار إلى المضاربات والاحتكار، وكأنها في سبات عميق لا تسمع صرخات الشارع ولا ترى معاناة الأسر التي تئن تحت وطأة الغلاء.
لا تعليق، لا توضيح، ولا حتى حلول تخفف من لهيب الأسعار. لكن، وبشكل مفاجئ، استيقظت الحكومة سريعًا وأصدرت بيانًا رسميًا طويلًا… ليس عن الأزمة الاقتصادية، بل عن حساب وهمي نُسب إلى رئيسها على منصة “إكس”! وكأن هذا الحدث أكثر أهمية من معاناة المواطنين اليومية!
أيها السادة في رئاسة الحكومة، المغاربة لا تعنيهم الحسابات المزيفة، ولا حتى الحقيقية، لأن الواقع أثبت أن ما يكتب هناك لا ينعكس على الأرض. ما يحتاجه الناس ليس بيانات إنشائية عن حسابات افتراضية، بل قرارات جادة تُحاسب المضاربين، تُخفض الأسعار، وتضع حدًا للفوضى الاقتصادية.
الحساب الحقيقي الذي ينتظره المغاربة ليس على “إكس”، بل في الأسواق، في فواتيرهم، في أجورهم التي تآكلت، وفي معركة يومية من أجل العيش الكريم. فهل من مجيب؟