تونس : الرئيس ” قيس سعيد ” يفشل في استشارة الشعب بشأن الاستفتاء الدستوري .

الجريدة الإخبارية .

بعد أيام قليلة من نهايتها ، لا تزال الاستشارة الشعبية التي قدمها الرئيس ” قيس سعيد ” عبر الإنترنت , علامة فارقة في خطته ( الغريبة ) لإصلاح البلاد . حيث لم يولي التونسيون أي مبالاة لهذا الأمر ، لا سيما و أن البلاد تعيش تدهورا اقتصاديا مريعا . و انطلقت المشاورات الشعبية يوم 15 يناير الجاري لجمع مقترحات بشأن الاستفتاء الدستوري المقرر إجراؤه في 25 يوليو ، و ستنتهي هاته المشاورات يوم الأحد 20 مارس ، و هو اليوم الذي تحتفل فيه تونس بعيد استقلالها .

و لا تزال المشاركة في البوابة الإلكترونية المخصصة ( www.e-istichara ) منخفضة . حيث سجلت مشاركة حوالي 412 ألف مواطن ، أي 6 % من الناخبين ( 7.07 مليون ) ، وفقًا للإحصاءات الرسمية .

في الأيام الأخيرة ، أقام أنصار الرئيس سعيد ، الذي تولى السلطة في 25 يوليو / تموز ، معرضا للخطر المسار الديمقراطي الهش للبلاد التي كانت مهد الربيع العربي ، و نشرت الملصقات في الشوارع لتشجيع الناس على أداء ” واجبهم الوطني ” .

و من جهتها دعت حركة النهضة و معها جماعات سياسية مختلفة إلى مقاطعة الاستشارة ، و لم يدعم المجتمع المدني ، الذي يضم عشرات الجمعيات ، المشاركة في هذا البرنامج الذي أطلقه الرئيس ” قيس سعيد ” .

هاته الاستشارة هي استبيان يعالج مختلف القضايا التي تعرفها تونس , و كذلك السياسة و الاقتصاد و الشؤون الاجتماعية و التحول الرقمي و الصحة و نوعية الحياة و التعليم و الثقافة . ويعزو ” سعيد ” المشاركة المتواضعة إلى ” عقبات فنية ” و ” محاولات النظام القديم قطع هذه التجربة الفريدة ” ، في إشارة إلى منتقديه مثل حزب النهضة ذي المرجعية ( الدينية ) ، و الذي أعلن بالفعل عن تنظيم احتجاج يوم الأحد .

و لتشجيع المشاركة في هذا الاستبيان الإلكتروني ، حث ” سعيد ” الأسبوع الماضي رئيسة الوزراء ” نجلاء بودن ” على جعل الوصول إلى الإنترنت مجانيًا من 10 إلى 20 مارس . و علق أحد المستخدمين قائلاً : ” الناس يتضورون جوعاً و هم همهم الوحيد هو التشاور ” . تقول السيدة ” صفية ” ، و هي مديرة متجر بالعاصمة التونسية : أن الرئيس استخدم الناس لتحقيق أهدافه ” . و يضيف مواطن أخر : ” الناس يغرقون في الفقر و اليأس و هم يخبروننا عن النظام السياسي ! نحن متعبون حقًا ” . وستكون الردود على المشاورات بمثابة ” اعتماد أساسي ” بحسب ما أقره الرئيس التونسي ، أمام لجنة الخبراء المكلفة بصياغة الإصلاحات السياسية . على اعتبار أنه في شهر يوليو القادم , سيكون هناك استفتاء على الدستور الجديد ، الذي يريد ” قيس سعيّد ” أن يجعله أكثر رئاسيًا “.

و يقول العديد من التونسيين إنهم لم يكونوا على علم بالمشاورة , على الرغم من حملة التوعية عبر التلفزيون الوطني . حيث كان البعض يفضل لو أن السلطات استعملت منصات التواصل الاجتماعي Instagram و Facebook و Twitter .

يؤكد الخبير السياسي التونسي ” حمزة المؤدب ” أنه من الواضح أن هناك عدم اهتمام بهذه المشاورات التي أطلقتها الدولة . مضيفا بالقول : “لم يتم دراسة التوقيت بشكل جيد ” . مقتنعًا بأن المشاورات كانت ستسجل مشاركة كبيرة إذا تم إطلاقها فورًا بعد الانقلاب الذي قام به الرئيس لتونسي على الحكومة في 25 يوليو ، و الذي أشاد به العديد من التونسيين في ذلك الوقت . بعد سبعة أشهر من ذاك الحدث ، ” ظهرت الكثير من المشاكل التي تثبط عزيمة الناس ” ، على حد الخبير و المحلل السياسي .

و يبدو جليا في ضل الوضعية القاسية التي تعيشها الجمهورية التونسية , أن الدعم الذي ظهر يوم 25 يوليو كان رفضا لما حدث من قبل ( برلمان مشلول ، و حكومات غير مستقرة ) ، على أمل رؤية تغير جذري في مستقبل الأيام القادمة مع إطلالة سياسية سديدة .

الرئيس التونسي ” قيس سعيد ” أظهر أنه ليس لديه أي مشروع أو برنامج لتحسين الحياة اليومية للتونسيين . الشعب التونسي أصبح الآن مهووسا بالمشاكل الاقتصادية و ارتفاع الأسعار ، و نقص الموارد في دولة مثقلة بالديون . و كذلك النقص المتقطع في المواد الغذائية الاستهلاكية الأساسية . و يؤكد ذات الخبير السياسي أن ” ” قيس سعيد لم يعد يجسد التغيير المتوقع ، فهو مشغول للغاية بفتح جبهات القتال ضد حزب حركة النهضة المعرض من أجل القضاء عليه , مع قتل المعارضة السياسية .

Exit mobile version