الجريدة العربية – فرنسا
تألّق الفيلم المغربي الطويل “الجميع يحب توْدا””Everybody Loves Touda” لمخرجه نبيل عيوش في مهرجان “Critics’ Awards for Arab Films” المقام على هامش مهرجان كان السينمائي 2025، حيث ظفر بجائزتين مرموقتين: جائزة أفضل سيناريو، التي تقاسمها نبيل عيوش مع الكاتبة والمخرجة مريم التوزاني، وجائزة أفضل ممثلة التي ذهبت ببراعة إلى نسرين الراضي عن أدائها المؤثر والدافئ في دور البطولة.
هذا التتويج الجديد يأتي ليُعزز المسار التصاعدي لهذا العمل السينمائي، الذي سبق له أن مثّل المغرب في المنافسة الرسمية لمهرجان كان العام الماضي، كما تم اختياره لتمثيل المملكة في سباق الأوسكار 2025 ضمن فئة أفضل فيلم دولي. وهو اليوم يواصل جولته العالمية، حيث يُعرض في قاعات السينما بفرنسا، بلجيكا، سويسرا، السويد ورومانيا، مع برمجة قريبة في ألمانيا، إيطاليا، النرويج والدنمارك.
“تودى”.. صوت نسائي يقاوم وسط الظلام
يروي الفيلم قصة توْدا، امرأة حالمة ومتمردة تطمح لأن تصبح شيخة، أي فنانة شعبية تؤدي الغناء التقليدي المغربي بكل ما يحمله من شجن وجرأة. تنشد الحب والمقاومة والحرية في مسامع الساهرين بالليل، بينما تُكابد نظرات الرجال القاسية، والعنف المجتمعي الذي يُطاردها في الشارع وفي البيت على حدّ سواء. ومع تصاعد الألم، تتخذ توْدى قرارًا مصيريًا بمغادرة بلدتها الصغيرة نحو الدار البيضاء، باحثة عن الأمل والانعتاق لها ولابنها الصغير.
من خلال هذه الرحلة، يطرح الفيلم قضايا اجتماعية حارقة، تتعلق بالكرامة، والهوية، والتمكين، ويعكس بواقعية صادمة التحديات التي تواجهها النساء المغربيات، خصوصًا في الأوساط المهمّشة.
سينما ملتزمة تُحاكي الإنسان في هشاشته
“الجريدة العربية“ تابعت التفاعل النقدي الكبير الذي حظي به الفيلم على الصعيد الدولي، حيث أشاد النقاد بأداء نسرين الراضي، ووصفوه بأنه “من أكثر الأدوار تعقيدًا وإنسانية في السينما العربية المعاصرة”، كما أثنوا على مقاربة نبيل عيوش الإخراجية التي تمزج بين التوثيق والدراما، وتعكس واقعية اجتماعية دون تنميق أو تجميل.
الفيلم، الذي لا يخشى الاقتراب من المناطق “المحرّمة” ثقافيًا، يواصل تأكيد مكانة السينما المغربية كقوة إبداعية صاعدة في المشهد العربي والدولي.