
الأسد الإفريقي 2025: المستشفى الميداني المغربي-الأمريكي بتزنيت يقدم أكثر من 44 ألف خدمة طبية للمواطنين
الجريدة العربية
في سياق الأنشطة الموازية ذات الطابع الإنساني التي يشهدها التمرين العسكري المشترك “الأسد الإفريقي 2025″، والذي يُنظم طبقًا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تم منذ 5 ماي الجاري، نشر مستشفى ميداني طبي جراحي متعدد التخصصات بجماعة أنزي التابعة لإقليم تيزنيت.
ويجسد هذا المستشفى، الذي يُعد نموذجًا فريدًا للتعاون العسكري-الإنساني بين القوات المسلحة الملكية المغربية والجيش الأمريكي، التزام المملكة الراسخ بالمقاربة الإنسانية والتنموية، حيث جرى تعبئة 271 إطارًا طبيًا وتمريضيًا من الجانبين المغربي والأمريكي لتأمين خدمات طبية متكاملة لفائدة الساكنة المحلية.
وقد تجاوز عدد الخدمات الطبية المجانية المقدمة حتى 21 ماي الجاري 44 ألف خدمة طبية، شملت تخصصات متعددة، من بينها: أمراض القلب، والجهاز التنفسي، والأنف والأذن والحنجرة، والجلدية، والطب الباطني، وطب العيون، وجراحة العظام، والجراحة العامة، وطب الأطفال، والمستعجلات، وطب النساء والتوليد.
كما تم إجراء 380 عملية جراحية معقدة، إلى جانب توزيع 4268 نظارة طبية و9068 وصفة طبية مجانية، ما يعكس الأثر المباشر لهذه المبادرة على تحسين ظروف الصحة العامة في المناطق القروية المستفيدة.
ويضم المستشفى الميداني وحدات طبية وجراحية متطورة، إضافة إلى مصلحة استشفائية بطاقة أولية من 20 سريرًا قابلة للتوسعة، ووحدة للتعقيم، وأخرى للأشعة الرقمية، ومختبرًا للتحاليل الطبية، ومصلحة لطب الأسنان، وصيدلية، فضلاً عن وحدات للخدمات الاجتماعية.
وفي سياق تثمين هذا العمل الميداني، قامت وفود عسكرية رفيعة المستوى من القوات المسلحة الملكية ومن الجيش الأمريكي، يوم الأربعاء، بزيارة ميدانية لهذا المستشفى. وقد ترأس الوفد المغربي الجنرال محمد بن الوالي، رئيس أركان المنطقة الجنوبية، إلى جانب الجنرال الأمريكي أندرو سي. غايني، قائد القوة العملياتية الأمريكية بجنوب أوروبا (SETAF-AF).
وخلال هذه الزيارة، تم تقديم شروحات موسعة حول أهداف هذه المبادرة، والإمكانات البشرية واللوجستيكية التي جرى تعبئتها لإنجاح هذه العملية الإنسانية الكبرى، التي تعكس مدى تجذر العمل التضامني والإنساني للقوات المسلحة الملكية، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية.
ويُبرهن هذا التعاون الثنائي المغربي-الأمريكي، في بعده الإنساني، على قدرة المغرب ليس فقط في بناء نموذج دفاعي متين، بل أيضًا في ترسيخ البعد الإنساني للتدخلات الميدانية، بما يُكرس موقعه الريادي في القارة الإفريقية وشراكاته الدولية الاستراتيجية.