الجريدة العربية ( بتصرف ) – بادوفا / إيطاليا
“الشباب ، وهم يعيشون الحاضر ، عليهم مواجهة ماضيهم لإبراز أنفسهم في المستقبل ” كلمات الأستاذ و الأكاديمي مولاي زيدان العمراني التي ستبقى خالدة , محفورة في قلوب و عقول شباب ” Giovani Italo-Marocchini – Gim – إيطاليون مغاربة” الذين وصلو ماضي الأجداد بحاضر الأحفاد , في توليفة جمعت بين الهجرة و الفكر و الثقافة الأصيلة , لأبناء أمة نترت البلور من فلذات كبدها في كل أرجاء إيطاليا .
نظمت مجموعة “شباب المغاربة الايطاليون Giovani Italo-Marocchini ” يوم السبت 5 نوفمبر 2022 أول حدث رسمي لها في قاعة “سان جايتانو” بمدينة بادوفا شمال إيطاليا ..
و اتفق حوالي ثلاثين شاب و شابة من أصل مغربي ، قادمين من مناطق إيطالية مختلفة ، إنشاء حدث يتناول طرحا عن تاريخ المغرب , تتخلله مداخلات أكاديمية و فكرية حول الجغرافيا السياسية للدولة الأمة و يوازي ذكرى المسيرة الخضراء الخالدة . حدث شاء له منظموه أن يكون ملتقى أفكار لمشاريع متعددة تمزج بين ثقافة البلد المحتضن و أصالة الوطن الأم , الذي لا تنسى فضائله و إن غاب عن الأعين .
و حضر هذا الحفل ثلة من الفاعلين المحليين على رأسهم السيدة Francesca Benciolini ، مستشارة بلدية بادوفا ، التي تناولت كلمة الافتتاح , تبعها بسعة صدر المستشار الإقليمي Fabrizio Boron ، و البرلمانية الإيطالية ذات الأصول المغربية Ouidad Bakkali و Mohammed Hammouch الرئيس المنظم لهذا الحدث و هو بالمناسبة رئيس Giovani Italo-Marocchini .
و لأن الحدث يعكس صورة الترابط بين الإنسان و الوطن , فقد وقف الحضور لترديد النشيد الوطني المغربي , الذي زينت كلماته باحة قاعة “سان جايتانو” بمدينة بادوفا .
وألقي الخطاب الأول للدكتور أبرامو عبد الرحمن شبيب ، الأمين العام المكلف من طرف الأمم المتحدة بالمغرب و مؤسس مجلس الشباب و الدبلوماسية ،و الذي تحدث عن العلاقات بين المغرب و إيطاليا التي على الرغم من العمل الدبلوماسي الكبير في السنوات الأخيرة ، فهي لا تزال غير مقنعة بما فيه الكفاية .
و في سياق الحديث وصف البروفيسور العمراني السياق التاريخي و السياسي الذي أفضى إلى “المسيرة الخضراء” ، بأنها حدث مهم “أعاد به” الشعب المغربي بسلام “السيطرة” على جزء كبير من الصحراء . و في مداخلة للأستاذ خالد شوقي ( ذي الأصول المغربية ) ، البرلماني الإيطالي السابق عن الحزب الديمقراطي ، و الصحفي و المدير الحالي لوكالة الاتصال INDiplomacy ، تحدث عن علاقات المغرب مع أوروبا و مع بقية العالم ، مركّزًا اهتمامه على الامتيازات المغربية وعلى القطاعات التي ترى العنصر المغربي كرافد رائد على المستوى الدولي .
من جهتها السيدة وداد بقالي ، و التي دخلت قبة البرلمان الإيطالي حديثا ، ركزت على النشاط السياسي للعديد من المغاربة الذين على الرغم من بعض الصعوبات والأحكام المسبقة التي تواجههم ، فهم مندمجون بشكل كامل في المجتمع الإيطالي , متجاوزين العراقيل و الاختلافات .
و تحدثت الدكتورة فاطمة الذهبي ، مديرة شركة متعددة الجنسيات في قطاع النقل و ناشطة للغاية في مجال الاندماج ، عن أهمية التطوع و التحديات المستقبلية التي تواجه الجاليات الأجنبية التي تعيش في إيطاليا .
ياسين لفرم ، رئيس اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا المعروف اختصارا Ucoii ، تطرق بدوره إلى قضية الجاليات المسلمة في إيطاليا ، و أكد على الدور المحوري للمراكز الإسلامية التي يجب تصورها على أنها “حامية” ضد جميع أشكال التطرف .
و كأي لحظة حلوة , شاء هذا اللقاء البهيج أن يرخي سدوله بلحظات أدبية من الشاعرة سهام دولكيدا Siham Doulkidah ، التي ألقت بضفائر قصائدها في باحة القاعة لتشنف مسامع الحاضرين .
تحت عنوان “لنعرف الماضي حتى نعيش المستقبل كأبطال” , “Conoscere il passato per vivere il futuro da protagonisti” , سدل الملتقى الشبابي الإيطالي المغربي ستاره , و قد عكس العديد من الجوانب الإيجابية لهذا الحدث الرسمي الأول لـ “شباب إيطاليون مغاربة” ” Giovani Italo-Marocchini ” . حيث اتسم بمشاركة مختلف ممثلي الجمعيات و الهيئات العاملة في مجال الثقافات وكذلك دعم المؤسسات المحلية و بالمشاركة المكثفة و المتميزة للمرأة التي حضرت اللقاء .
و في الختام أكد رئيس الدورة الأولى الأستاذ محمد حموش : أن ” هذا اللقاء ما هو إلا مجرد نقطة انطلاق و ليس نقطة وصول ، حتى يتمكن الشباب المغربي من المساهمة بشكل ملموس في التقدم الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي لإيطاليا” .