أزمة الغاز : الأوروبيون يسعون لتقليل اعتمادهم على الغاز الروسي على خلفية الأزمة الأوكرانية .

الجريدة الإخبارية .

غادة تفاقم حدة الأزمة الأوكرانية تذكر الأوروبيون كيف أنهم يعتمدون على روسيا من حيت إمدادات الطاقة التي تحتاجها بلدان الاتحاد . و من سخرية القدر أنه بدأت تلوح في الأفق بوادر سياسة صارمة من الدول الأوروبية , باتخاذ عقوبات ثقيلة ضد موسكو إذا قرر ” فلاديمير بوتين ” غزو أوكرانيا مما قد يجبر القارة الأوروبية الدخول رسميا في أزمة الغاز .

الولايات المتحدة مستعدة لدعم القارة العجوز للخروج من أزمة الغاز .

لقد بدأ الأوروبيون يشعرون أن هناك حاجة ملحة لتخفيف ” ملزمة ” الغاز الروسي . و فهمت ذلك أيضا الولايات المتحدة الأمريكية , لتكون المستفيد الأكبر من الأزمة الأوكرانية التي حشرت فيها دول الاتحاد الأوروبي نفسها مكرهة لا بطلة . حيث اتضح جليا استعداد بلاد ” العم سام ” لمساعدة القارة العجوز بغية الخروج من أزمة الغاز . و إذا اقتضى الحال التدخل عسكريا في حالة الحرب التي يرمي لها الجانب الروسي ضد أوكرانيا , حيث تجد أوروبا نفسها ضعيفة أمام تسلط و شوفينية الروس .
الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي يعملان بشكل مشترك لضمان وجود إمدادات طاقية مستمرة ، و كافية لتجاوز الشطر الثاني من فصل الشتاء . إذ تحتاج أوروبا مصادر طاقية كثيفة لتجاوز الطلبات الداخلية في ظل ارتفاع ثمن الغاز المسال على المستوى العالمي , و استحالة هبوط الأثمنة رغم وجود إنتاج كاف حسب ما تشير إليه التقارير الدولية .

أوروبا تستعد لأسوأ سيناريو قد تسببه الأزمة الروسية الأوكرانية .

و في بيان مشترك للرئيس الأمريكي ” جو بايدن “و رئيسة المفوضية الأوروبية ” أورسولا فون دير لاين ” . حول ما يمكن أن تؤدي إليه فكرة غزو روسي جديد لأوكرانيا . أصدر الحليفان خطط تعاون استراتيجي تفاديا لأي شكل من أشكال المباغتة قد يقدم عليها ” السوفيات ”
و لمدة ثلاثة أسابيع تكثفت المناقشات بين البيت الأبيض و بروكسل ، من أجل الاستعداد لأسوأ سيناريو مرتقب . فمن غير المستبعد أن تقوم موسكو بقطع صنبور الغاز على الأوروبيين ، بالرغم من المداخيل التي يدرها الإمداد في وقت ترتفع فيه أسعار الطاقة , حسب ما أشارت إليه ” ييول يورغنسن ” ” Juul-Jorgensen ” المدير العام للطاقة في الاتحاد الأوروبي .

و تعد الولايات المتحدة من كبار منتجي الغاز الطبيعي المسال ( LNG ) ، والذي يتم نقله عن طريق البحر قبل إعادة تحويله إلى غاز قابل للاستهلاك في محطات التكرير و الإنتاج . و يمكن أن يحل الغاز الأمريكي المسال محل الغاز التقليدي الذي يتم نقله عبر خطوط الأنابيب .

نشير إلى أن المسؤولين الأوروبيين بدأوا في زيادة شحناتهم إلى القارة في الأسابيع الثلاثة الماضية ، حيث تم توجيه ما بين 70 و 80 شحنة من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى أوروبا كما تقول المفوضية . لكنهم بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على زيادة سرعة النقل من أجل زيادة الكميات المستوردة تفاديا لمعضلة الخصاص أو التنافس الخارجي على الطلب .

أزمة الغاز : زيادة الإنتاج أو التخلي عن حصص الإستراد لدول أخرى ؟

و تسعى ” أورسولا فون دير لاين ” و ” جو بايدن ” أيضا على رفع وثيرة الاتصالات مع منتجي الغاز الطبيعي المسال في دول أخرى ، سواء في دول الخليج أو مصر أو الجزائر ، حتى يعيدوا توجيه جزء من إنتاجهم إلى القارة العجوز . وهكذا التقى رئيس الهيئة التنفيذية الأوروبية قبل أمس الخميس 27 يناير مع أمير قطر , من أجل تدارس إمكانية تخطي أزمة الغاز التي تتخبط فيها أوروبا .
و حسب مصاد مطلعة فإن الإنتاج العالمي من الغاز الطبيعي المسال قابل للزيادة بشكل طفيف و هو بالفعل ما يسعى المجتمع الدولي لبلوغه . حيث أصبح من الواضح إرادة الأوروبيين في استراد جزء كبير منه . كما أن حركة عكسية قد ترغم مجموعة من الدول التي تشتري هذا النوع من الغاز – مثل اليابان أو الصين أو كوريا – بالتخلي مؤقتا عن بعض الحصص من الكميات المستوردة .

و انتشرت تحذيرات مفادها إمكانية دخول الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى مساومة واسعة , يبدو جليا أنها بدأت وستستمر للأسابيع و الشهور المقبلة . علما أنه تم تحديد موعد يوم 7 فبراير كتاريخ لانعقاد القمة الأمريكية الأوروبية في واشنطن العاصمة لتدارس ” أمن الطاقة ” .

المصدر
Le Monde
Exit mobile version