الجريدة العربية – رضوان ادليمي / الرباط
استبق “وليد الركراكي” في توجيه المغاربة لما قاد النخبة الوطنية إلى دور ثمن نهائي المسابقة في صدارة المجموعة السادسة من مونديال قطر 2022 رغم قوة منتخباتها كرواتيا وبلجيكا وكندا . عندما قال”خليونا نحلموا” لو سلمنا أن المدرب كان يحلم لكن الواقع يؤكد العكس، فحينما تتصدر مجموعتك التي تضم كرواتيا وبلجيكا وتزيح إسبانيا والبرتغال وهي فرق مدججة بالنجوم ومرشحة لنيل اللقب، فهذا يثبت انك لم تكن تحلم و أن نتائجك لم تحدث صدفة، بل هي نتاج دينامية وروح المجموعة داخل المنتخب .
“الركراكي” الذي تولى تدريب المنتخب المغربي في سبتمبر خلفا لوحيد خليلوزيتش، نجح في ظرف وجيز في بناء منتخب تنافسي كما استطاع إزالة الضغط عن لاعبين وهو ما نلمسه في خرجاته الإعلامية : “الدراري تقاتلوا”، :اللعابة كانوا رجال”،” باقي ما درنا والو”، كلها كلمات تحفيزية جعلت اللاعبين يبدلون الجهد كاملا ويعملون على تبليل القميص الوطني، قد يكون من صعب على أي مدرب تدبير الإخفاقات التي توالت بل وتكالبت على المنتخب الوطني. و لكن الناخب الوطني كان مسلحا لتحقيق ما عجز عنه الآخرون، “وليد” المتشبث بالنية ورضاة الوالدة استعان بلغة الحوار والتواصل فهو يعرف كل اللاعبين بطريقة صحيحة الأمر الدي انعكس إيجابا في علاقاته باللاعبين فإتقانه (للغات) العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية ساعده كثيرا في التواصل أيضا”. حيث قال في أحد حواراته أيضا ” لقد منحت اللاعبين الرغبة والحماس ..”. وهذا عنصر غاب عن كل الأطر التي قادت المنتخب الوطني .
“رأس لفوكا” كما يحلو للبعض تسميته لعب في عدة فرق فرنسية منها تولوز، وديجون، وأجاكسيو، ورايسنج باريستولوز، وفلوري ميروجيس، وكذلك في ريسينج سانتاندر الإسباني. وعلى الصعيد الدولي، شارك المدافع السابق في 45 مباراة مع المنتخب المغربي كان أبرزها وصوله إلى المباراة النهائية لبطولة أمم أفريقيا عام 2004، كما فاز بلقب أفضل مدافع مغربي في عام 2007 .
بدأ مساره التدريبي مدربا مساعدا لمنتخب المغرب عام 2012، ثم ما لبث أن بدأ رحلة تدريب الأندية مع نادي الفتح الرباطي المغربي الذي حصل معه على لقب أفضل مدرب .و رحل الركراكي عن المغرب متوجها إلى دوري نجوم قطر ليقود نادي الدحيل للفوز بالدوري ثم عاد لتدريب الوداد المغربي توج رفقته بلقب عصبة الابطال الإفريقية والبطولة الوطنية ، لتقوده المغامرة لتولى تدريب منتخب الوطني قبل انطلاق كأس العالم بفترة وجيزة .
“مول النية” البالغ من العمر 47 عاما شدد على أن مفتاح التألق في الموندليتو هو “الروح” روح الفريق ، أصبح أول مدرب على الإطلاق سواء من المحليين أو الأجانب يصل بفريق عربي وأفريقي إلى الدور قبل النهائي بالبطولة مخالفا كل التوقعات، وهو الامر الذي جعل أسهم أسود الأطلس مرتفعة في بورصة كرة القدم، حيث أصبح العالم يراقب عن كثب تحركات هذا الفريق الذي أصبح سفير المغرب على جبهات متعددة.
الركراكي -في مؤتمر صحفي قبيل مواجهة فرنسا- قال أن هدفه الأساسي في هذه البطولة هو “تغيير عقلية اللاعبين -لا سيما في القارة السمراء- ونظرتهم إلى مشاركتهم في العرس العالمي، وهذا ما أخبرت به اللاعبين. إذا وضعنا في ذهننا أن مشاركتنا ناجحة ببلوغ نصف النهائي ونفرح، فلن نواصل مشوارنا وسنخسر غدا. فهذا ليس رأيي، نحن بين أفضل 4 منتخبات في العالم، وهذا ليس من قبيل الصدفة، وستكون لدينا الكلمة من أجل بلوغ المباراة النهائية” .
فهل سينجح وليد الركراكي الحريص على تحقيق المزيد في كتابة تاريخ جديد أمام الديك الفرنسي، خصوصا وأن اللاعبين لهم رغبة جامحة في مواصلة الإنجاز والوصول إلى المباراة النهائية رغم لعنة الإصابات التي لازالت تطارد الكتيبة الوطنية، أم أن سفينة الربان وليد الركراكي الذي كسب تعاطف وحب المغاربة ستتوقف في دور النصف النهائي ؟.