الجريدة العربية
منذ فبراير ، لم يعد بإمكان الجالية المسلمة في مدريد أن تدفن موتاها في المقبرة الإسلامية , حيث صار المسلمون في العاصمة الإسبانية يائسون من تقاعس السلطات عن حل المشكلة . “نحن من سكان من مدريد ولا نطلب أي امتيازات ، نحن نطالب بأن يكون لنا نفس الحقوق مثل أي مواطن آخر ” صرح الإسباني من أصول مغربية حسين الغرافي أشلوش لجريدة El País الإسبانية .
و تم إغلاق المقبرة الإسلامية البلدية الوحيدة في مدريد ، والتي تبعد بحوالي 40 دقيقة من العاصمة . و منذ شهر فبراير لم تعد توجد أماكن متاحة أيضًا في مقابر المناطق المجاورة ، ومعظمها لا يقبل الأشخاص غير المسجلين في بلدياتها .
و في عام 2016 ، تم اقتراح تطوير 10000 متر مربع في مقبرة بلدية كارابانشل لصالح المسلمين في مدريد . لكن هذا الإجراء ما زال يكافح من أجل تنفيذه . مع الإشارة أنه يوجد في مدينة مدريد وحدها 14 مقبرة بلدية لغير المسلمين .
و يشرح مدير المركز الثقافي الإسلامي في ليغانيس قائلاً : “يريد الكثيرون أن يُدفنوا في إسبانيا وقلة منهم يريدون العودة إلى الوطن ، ويرجع ذلك أساسًا إلى صعوبة دفنهم هناك و للتكلفة الباهظة لنقل الجثامين” . و من المعلوم أن الجالية المسلمة قد أنشئت “صندوق التضامن” ، الذي يحتم على الجالية مساهمة سنوية تتراوح من 25 إلى 60 يورو ، وتهدف إلى إعادة المتوفين إلى وطنهم الأصل أو دفنهم في بلدية أخرى . لكن للأسف – يقول حسين أشلوش – أنه إذا كان هناك أكثر من خمس جنازات متتالية ، فلن يتمكن الصندوق من تغطية التكاليف .
يشار أنه و منذ عام 2015 ، ظهرت الحاجة إلى مقابر للمسلمين في إسبانيا ، و التي يوجد بها أكثر من مليوني مسلم و بمعدل 22 مقبرة إسلامية . و ارتفع الرقم إلى 35 في عام 2020 ، لكن في مواجهة زيادة الوفيات وإغلاق الحدود بسبب Covid-19 ، أصبح الافتقار إلى المقابر الإسلامية أكثر إلحاحا .
وتتفاوض الشركة البلدية لخدمات الجنازات والمقابر في مدريد (EMSF) وقسم مدريد في اللجنة الإسلامية لإسبانيا (CIE) مع السلطات البلدية لإيجاد حل لهذه المشكلة العويصة التي تؤثر أيضًا على مناطق إقليم الأندلس ومنطقة مورسيا وكاتالونيا و فالنسيا .