الجريدة العربية – لحسن كوجلي
بدعوة من إحدى المؤسسات الإعلامية، قمت قبل بضعة أشهر بزيارة مقر هذه المؤسسة الكائن بالعاصمة الرباط، و كان الهدف من الدعوة محاولة إقناعي للاشتغال بإدارة المؤسسة، ولم يتحقق ذلك لأسباب عائلية.
كان النقاش مع الزملاء هناك عاليا، لكن ما هز شعوري للحظة، حينما وصفت زميلة صحافية، الصحافة بإقليم أزيلال بالضعف، و كانت تقصد بذلك بأن الصحافة بإقليمنا أزيلال ليس لها حضور قوي على المستوى الوطني، لأن المواد التي تنشر عند البحث عليها بمتصفح غوغل ، تروم جلها في الغالب التطبيل والمديح ، ومواد التطبيل حتما، لا تتوسع دائرة انتشارها عند القراء . حقيقة لم أسكت عن الأمر ، بل قمت بواجبي الدفاعي حتى خفت بأن يزيغ النقاش عن مساره.
وفي سياق ما أضحى يتصنع على أرض الواقع من تهميش للصحافة بأزيلال واحتقارها وتصغيرها ، أصبحت قريبا من الإيمان بما تلفظت به زميلتي الرباطية، حيث ظهر فعلا ، أنه مع مرور الوقت يتراجع مستوى الأقلام، مما يقودها إلى الهجران من عيون وبصيرة الرأي العام ، إلى درجة يخيل إلي فيها بأن الصحافي بالإقليم “قلم مذل” ، وكأنه لم تعد لديه القدرة على صناعة رأي عام ، أو على إثارة مواضيع اللحظة ، وقلب المعادلة .
إن ما جرني لإثارة هذا الموضوع اليوم، هو شعوري بالقلق لعدم حضور أي صحافي من إقليم أزيلال اليوم الأحد لنقل فعاليات ملتقى محمد السادس لألعاب القوى بالعاصمة الرباط ، خصوصا في ضل مشاركة عدائيين من أزيلال تحت إشراف جمعية أشبال تامدة لألعاب القوى ، التي كان حري بها أن ترافق و لو بإعلامي واحد ، كأضعف الإيمان ، حيث من خلاله كان ستتابع ساكنة أزيلال أحداث الملتقى . وجرت أحداث ولقاءات أخرى لا تقل أهمية سواء بأفورار أو مناطق أخرى لم تستدعى إليه الصحافة المحلية ، بل ظهرت فيها وجوه إعلامية من خارج الإقليم، وهذا يؤكد شيء واحدا ، وهو أن صحافة الإقليم غير مرغوب فيها بالمرة ، وهذا لا يعني في نظري أنها مجردة من الكفاءة المهنة، بقدر ما أرى أن غالبية الفاعلين لا يرغبون في تقديم الدعم للصحافة المحلية لسبب من الأسباب.
و أسطر هذا الرأي، آملا في أن يصير للصحافة بأزيلال مكانة محترمة عند الفاعلين، وأن يتجدد الوصال بينهم خدمة في تنمية الإقليم، وصناعة رأي عام متتبع وفاعل .
صحيح أنه لا نفع في صحافي ينتظر من الغير ، الإحسان والكرم لقاء صياغة منشور مدحي و تطبيلي ، في الوقت الذي كان المفروض في الصحافي أن يكون متسلحا بهيبة السلطة الرابعة ….
أتساءل عن قيمة الإعلام بإقليم أزيلال إذا لم يقوى على تسجيل حضوره في كل المناسبات ، و العمل على ضمان حقوقه المادية والمعنوية باسم القانون وليس من تحتها كما هو الشأن عند البعض . ولنا عودة في الموضوع.