لن يضيع الله أهل فلسطين ….

الجريدة العربية – الاستاذ إدريس زياد

فلسطين لن تقبل القسمة، ووحدتها حلم سيتحقق، وتلك الأصوات التي امتهنت الخيانة والفتنة وإضعاف العزائم سينتهي سحرها، تلك الروح الوطنية مرتبطة بجينات الفلسطيني، لربما تضعف أحياناً نتيجة المبادرات والمشاريع والإتفاقيات والتدابير ولقمة العيش، لكنها لن تفارق الجسد الفلسطيني طوال مراحل الصراع حول تلك البقعة الطاهرة…فاعلموا يا أهل غزة وأركانها أن الله لا يضيع أهله، وأن أفئدة الناس ستهوي إليكم، ويأتيكم الرزق واسعاً من كل مكان، وتكونون شامة سادة أعزّة بما صبرتم، وستجددون ذكرى إبراهيم وهاجر وإسماعيل باليقين والثبات، حينما حملها أبو الأنبياء خليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى وادٍ موحش ليس به زرع ولا ماء ولا بشر، وتركها هناك مع طفلها الرضيع إسماعيل، فنادتْه مراراً وهو مدبرٌ عنها لا يلتفت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الموحش، كان لا يجيبها، ولكنها لم تكن حائرة، فقالت لتستوثق: الله أمرك بهذا؟ قال: نعم !، فنطقت بيقينها الثابت، إذن لن يضيعنا الله!لم يبقَ في جرابها تمرٌ، ولا في سِقائها ماءٌ، كان ابنها يتلبّط من العطش، فطفقت تسعى في زوايا النظر الأعلى حولها بين التلتين في الصفا والمروة سبعاً جيئةً وذهاباً، كان قلبها قد بدأ ينفتح على باب اليقين فأسكتت جوعها وعطشها ولهفتها وصراخ طفلها، فصرختْ وطلبت منه حاجتها، فكان غوث الله قد ظهر لها على صورة سيد الملائكة جبريل، فأجابها أولاً بفعلٍ لا بقول، إذْ ضرب الأرض بعَقِبه أو بجناحه ففارت الأرض، فجعلت تغرف في سقائها، وشَرِبت وأرضعت وليدها، ثم ناداها جبريلُ حينها قولاً وفعلاً ووعداً: لا تخافوا، فإنّ هاهنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلامُ وأبوه، وإنّ الله لا يضيع أهله، فعلِمتْ أن إبراهيم سيعود إليها، وأن المكان سيعْمر، وبدأت البركات بالماء الذي نادى الطير لطلب أقْواتها فدلّت الناس على الماء بحَوْماتها، فاستأذنوها أن ينزلوا عندها، فأذنت لهم واحتفظت حينها بحق السيادة على الماء، فصبراً أهل فلسطين سوف تحتفظون بحق السيادة على أرضكم كاملة من البحر إلى النهر بكل ثرواتها ومياهها جزاء على ما صبرتم.

Exit mobile version