الجريدة العربية
في إطار الاحتفال بالذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء المظفرة و ذكرى عيد الإستقلال المجيد ، نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة فيرونا، بقيادة و توجيه من الأستاذة وفاء الزاهي القنصل العام للمملكة ، لقاءً مميزاً في مدينة ترينتو بمنطقة ألتو أديجي الإيطالية و المعروفة بكونها تتمتع بالحكم الذاتي . حدث جاء لتعزيز التعريف بالمؤهلات الاقتصادية والجيوستراتيجية للأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، كوجهة استثمارية واعدة، ولفتح آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي بين المغرب وإيطاليا.
شهد اللقاء حضور شخصيات بارزة، من بينها مستثمرون مغاربة وإيطاليون، وأساتذة جامعيون، وبرلمانيون يمثلون جهة العيون الساقية الحمراء، مما أضفى زخماً على مداخلات الضيوف التي تناولت مختلف جوانب التعاون.
كما عرف هذا اللقاء المبادرة ، حضور شخصيات إيطالية بارزة، من بينها عمدة مدينة ترينتو ومسؤولون عن فرق إنفاذ القانون. حيث ركزت فعاليات الجمع على تسليط الضوء صوب التطور التنموي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية المغربية بفضل الرؤية الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله و أيده ، مع استعراض الفرص التنموية المتنوعة التي جعلت من هذه المناطق محوراً استراتيجياً للتنمية المستدامة والابتكار الاقتصادي.
هذا واستهلت السيدة القنصل الأستاذة وفاء الزاهي اللقاء بكلمة ألقت الضوء من خلالها على الدينامية التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية بفضل الرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله. وأكدت على أهمية الاستثمارات في المنطقة، التي أصبحت بفضل تطورها بنية تحتية نموذجية وموقعاً استراتيجياً يعزز التعاون الدولي.
وفي حضم تدخلات الضيوف الأفاضل ، قدم السيد سيدي صالح الإدريسي، رجل الأعمال والبرلماني، عرضاً تفصيلياً حول الإمكانيات الاقتصادية التي تزخر بها جهة العيون الساقية الحمراء، مشيراً إلى الموارد الطبيعية الهائلة والبنية التحتية المتقدمة، التي تطورت بشكل كبير بفضل المشاريع الملكية المهيكلة التي تهدف إلى دعم مسار التنمية الشاملة في المنطقة.
من جانبه، تناول الأستاذ الجامعي و الباحث الأكاديمي بدر الدين قرطاح، رئيس مؤسسة ابن رشد للنهوض بالبحث العلمي و التنمية المستدامة ، في مداخلته الرؤية الاستراتيجية للعلاقات المغربية-الإيطالية، مؤكداً على أهمية بناء شراكات في مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة. وأشار إلى تجربة إيطاليا الرائدة في هذا المجال وكيف يمكن للمملكة المغربية، وخاصة الأقاليم الجنوبية، الاستفادة منها لتطوير مشاريع مشتركة تعود بالنفع على الطرفين.
وفي ختام كلمته ، تطرق الأستاذ بدر الدين وهو المتخصص في مجال الطاقة إلى دور المغرب كمحور رئيسي في معادلة الطاقات المتجددة على المستوى العالمي. حيث شدد على أهمية استقطاب الخبرات الإيطالية لتعزيز التعاون الثنائي، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة. معربا – في كلمته – على أن هذا اللقاء هو محطة أساسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإيطاليا، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والشراكة في مجالات متنوعة، خاصة في الأقاليم الجنوبية التي تشكل محركاً للتنمية المستدامة بالمملكة.
لقاء سلط الضوء على التنمية في الأقاليم الجنوبية المغربية و انعكاسها على المرأة الصحراوية .
أبرز هذا اللقاء، الذي تخللته مجموعة من المداخلات القيمة، كلمة السيدة النائب الرباب عيلال، البرلمانية عن جهة العيون السمارة الساقية الحمراء، والتي تشغل أيضًا منصب مسيرة لنادٍ نسوي لكرة القدم حقق نجاحات بارزة في البطولات الوطنية. إذ تناولت السيدة عيلال تطور الرياضة النسوية في الأقاليم الجنوبية، مشيدةً بالدور الرائد الذي تضطلع به المرأة الصحراوية في تعزيز التنمية والريادة في هذه المناطق التي تعيش نهضة شاملة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله.
وأوضحت السيدة عيلال أن مسيرة التنمية في الأقاليم الجنوبية بدأت منذ عهد المغفور له الملك الحسن الثاني، واستمرت بقوة تحت العرش العلوي المجيد، حيث أصبحت المرأة الصحراوية ركيزة أساسية في تحقيق إنجازات تنموية غير مسبوقة، أسهمت في تكريس مفهوم التنمية المستدامة في المنطقة.
وأكدت السيدة الرباب عيلال أن المرأة الصحراوية تمكنت من الصعود إلى مراتب عليا في مجالات مختلفة، ما يعكس نجاح الرؤية الملكية التي تسعى إلى تحقيق التقدم والنهوض بالمناطق الجنوبية للمملكة، وترسيخ دورها كقاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
مداخلات وقفت تجسيدا حقيقيا لمفهوم التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة .
في إطار هذا اللقاء الاستثماري المغربي-الإيطالي الذي نظمته القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة فيرونا وتحت إشراف السيدة القنصل وفاء الزاهي ، شهد تناول الكلمة و مداخلات من مجموعة من الشخصيات البارزة من أبناء الأقاليم الجنوبية للمملكة. وكان حضورهم بمثابة تجسيد حقيقي لمفهوم الوحدة الوطنية، حيث عكسوا نضج مسار السيادة الترابية الكاملة للمملكة المغربية على جميع أراضيها ، وفقاً لمبادرة الحكم الذاتي التي يشرف عليها جلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى دفع عجلة التنمية والتطور في الصحراء المغربية وبقية الأقاليم.
كما شملت مداخلات المشاركين استعراضاً معمقاً للمعطيات التاريخية لجهة العيون الساقية الحمراء، بما في ذلك مدينة السمارة، مع تسليط الضوء على الصناعات التقليدية الغنية التي تميز المنطقة، إلى جانب العادات والتقاليد التي تمتد بجذورها في تاريخ المملكة العريق.
كما أُدرجت خلال اللقاء مقاطع فيديو سلطت الضوء على ماضي وحاضر المنطقة، وخاصة مدينة العيون، التي شهدت تقدماً وازدهاراً مبهرا ، مما جعلها أحد الأقطاب الوطنية و القارية البارزة في مختلف المجالات.
و تم في الأنفاس الأخيرة لهذا الجمع الرائع الذي توج جهود القنصلية العامة للمملكة المغربية بفيرونا في شخص السيدة وفاء الزاهي ، بالتقاط صور تذكارية لتوثيق هذه اللحظات الهامة، وتبادل الهدايا الرمزية التي تعكس غنى وتنوع الثقافة المغربية الصحراوية. هذه اللفتة جاءت في إطار تكريم الضيوف وتقديرهم، مع إبراز خصوصية وثراء التراث الثقافي للمغرب، الذي يسهم في تعزيز الروابط بين المملكة المغربية وإيطاليا، وتعميق الفهم المتبادل بين شعبي البلدين.
واختتم اللقاء الاستثماري المغربي الإيطالي – والثقافي في قالبه – والذي كان غنيا بحضور متميز لفعاليات المجتمع المدني والجالية المغربية في منطقة ترفينيطو، بالإضافة إلى وجهاء جهة ترينتو ألتو أديجي، بحفل شاي مغربي تقليدي، تجسيداً للضيافة المغربية الشهيرة بحفاوتها وكرمها. حيث عكست هذه المناسبة الجو الودّي والمشترك بين الحضور .