الجريدة العربية
بيروت – يعاني لبنان من عجز مالي و من توتر اجتماعي غير مسبوق ، حيث عرف هذا البلد العربي ” المنخنق اقتصاديا ” اليوم سلسلة من الاعتداءات المسلحة على الأبناك , من قبل أصحاب الحسابات الجارية بالدولار الأمريكي ، و هم أناس عاديون رأوا أنفسهم على مدى ثلاث سنوات “يجمدون” الأموال بناء على قرار الكارتل المصرفي ، الذي أفلس رسميًا منذ ثلاث سنوات في سياق أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ لبنان .
و تم استهداف ستة بنوك اليوم في بيروت و مناطق أخرى من البلاد . و ينضاف إلى هذا الحادث الذي حادثين أخرين أحدهما في شهر غشت , و الآخر في يناير . و تعددت أساليب التهديد و الهجوم من قبل أصحاب الحسابات ، الذين تركوا في الواقع من دون مدخراتهم المودعة بالعملة الثقيلة . و يلجأ صاحب الحساب إلى تهديد المؤسسات المصرفية بالسلاح الناري و حاوية مليئة بالبنزين , للمطالبة بالحصول على ” الممتلكات المودعة ” لدى البنك .
و منذ خريف 2019 ، قررت المؤسسات الائتمانية اللبنانية ، بالاتفاق مع المصرف المركزي ، و في ” خطوة خطيرة جدا ” تجميد الحسابات الجارية و الودائع لجميع المدخرين اللبنانيين و الأجانب تقريبًا . و هذا دون أن يكون البرلمان قد أصدر قانونًا بشأن الرقابة على رأس المال . و كانت الحكومة قد أعلنت رسميا أنها كانت في حالة تخلف عن السداد منذ مارس 2020 . و فقدت الليرة اللبنانية على مر السنين أكثر من 95٪ من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي . و في هذه الساعات المحمومة ، فقدت الليرة خطوة أخرى مقارنة بالدولار , في بلد يعيش فيه الآن أكثر من 80٪ من السكان تحث عتبة فقر مدقع ، وفقًا لأحدث تقرير للأمم المتحدة .
و في غضون ذلك ، أبلغت جمعية المصارف اللبنانية أن جميع فروع المصارف اللبنانية ستغلق أبوابها حتى يوم الأربعاء المقبل . بل إن بعض البنوك قالت إن الإغلاق “غير نهائي” في انتظار طمأنة موظفيها . و في هذا الصدد ، دعا وزير الداخلية المنتهية ولايته ، بسام المولوي ، بشكل عاجل إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الداخلي ، و هيئة التنسيق الشرطية و العسكرية التابعة للحكومة .
و في الساعات التي شهدت فيها مناطق مختلفة من لبنان اعتداءات مسلحة باليد – أو بأسلحة نارية في بعض الحالات – على فروع البنوك ، اجتمع البرلمان لمناقشة إقرار قانون الموازنة الذي طال انتظاره ، و هي إحدى الخطوات التشريعية اللازمة للحصول من صندوق النقد الدولي على المساعدة المطلوبة للخروج من التخلف عن السداد .
و مع ذلك ، تحولت المناقشة في قاعة البرلمان إلى شجار بين النواب و لم يكن من الممكن مواصلة النقاش بخصوص موضوع حساس بقدر يمكن بشكل عاجل معالجته .
هذا , و نزل مئات الأشخاص إلى شوارع الأحياء الشعبية بالعاصمة بيروت للتظاهر . حيث عرقلوا حركة السير بإطارات أضرمت فيها النيران و استعملت فيها حاويات القمامة , لغلق الممرات الرئيسية بالمدينة المؤدية نحو الطريق الجديدة و القصاص و المزرعة و بشر الخوري , للتعبير عن ”. التضامن مع مهاجمي البنوك و الدعوة إلى “انتفاضة مدنية” .