الجريدة العربية – مصطفى قبلاني
في زمن صار فيه البهتان أداة في يد الفاسدين، وفي مرحلة يُراهن فيها البعض على تشويه الشرفاء من أجل استعادة امتيازاتهم المشبوهة، تتعرض السيدة وفاء الزاهي، القنصل العام للمملكة المغربية بفيرونا، لهجوم إعلامي خسيس تقوده أيادٍ آثمة ولوبيات فساد اعتادت الاتجار بهموم الجالية واستغلال ضعف بعض الموظفين لاختراق المؤسسة القنصلية.
هذا اللوبي الذي طالما تغذى من دماء وعرق المهاجر المغربي بجهة الترفينيطو، وجد في تعيين السيدة وفاء الزاهي نهاية لمصالحه القذرة. هذه السيدة التي تم تعيبنها من قبل وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة، لم تأتِ لتُساير الريع أو تُراضي الفساد، بل جاءت لتقطع “الما والضو” عن كل من اعتادوا استغلال القنصلية وتحويلها إلى وكر للمصالح الضيقة.
إن ما نُشر مؤخرًا في بعض المواقع الإلكترونية، من مزاعم بوجود أعمال شعوذة داخل القنصلية، ليس إلا محاولة يائسة للطعن في شرف مسؤولة دأبت على خدمة الجالية المغربية بكفاءة واقتدار. هذه الأكاذيب، التي صيغت بجهل وسوء نية، لا تستهدف السيدة الزاهي فحسب، بل تطعن في مصداقية الدبلوماسية المغربية برمتها، وتُسيء لوجه الوطن الذي يتقدم بخطى ثابتة نحو الإصلاح، تحت قيادة ملكه الهمام.
ما هذه الحملة المسعورة إلا صرخة ألم من لوبيات وجمعيات مأجورة، فقدت الامتيازات، واصطدمت بصرامة السيدة القنصل، التي أعادت الأمور إلى نصابها داخل القنصلية العامة بفيرونا، وقضت على مظاهر التسيب، وفرضت منطق المؤسسات، واحترام المواطن المغربي.
وتؤكد شهادات عديدة من أبناء الجالية المغربية المقيمة بجهة فينيتو أن خدمات القنصلية تحسنت بشكل ملحوظ منذ وصول السيدة الزاهي، التي تشتغل بمعية فريقها بجدية وتفانٍ، في احترام تام لتوجيهات صاحب الجلالة وخدمة لرعاياه الأوفياء.
إن الزج باسم المؤسسة القنصلية في ترّهات وخرافات لا أساس لها من الصحة، ومحاولة خلق جو من الخوف والدعر داخل أوساط الجالية، ليس إلا تمهيدًا لضرب الثقة بين المواطن ومؤسساته. لكننا نقولها بملء الفم: القنصلية العامة للمملكة المغربية بفيرونا اليوم أقوى، وأكثر انضباطًا، وأكثر التزامًا بخدمة المواطنين، ولن تنال منها أقلام مأجورة أو حملات مدفوعة الثمن.
ومن هذا المنبر، تطالب “الجريدة العربية” الجهات المختصة بفتح تحقيق نزيه ومستعجل حول الجهات التي تقف خلف هذه الحملة، ومعاقبة كل من سولت له نفسه التطاول على سيادة مؤسسات الدولة، واستهداف رمز من رموزها الدبلوماسية المشرفة.
نختم برسالة واضحة: السيدة وفاء الزاهي ليست وحدها، فخلفها يقف الحق، ويقف الشعب، ويقف الوطن.. ومن يتوهم أنه قادر على إسقاط من تحصنه المصداقية والثقة الملكية، فهو أحمق يعيش وهمًا لا يدوم.