قراءة و تحليل : بوحافة العرابي*
أشار العاهل المغربي الملك محمد السادس أطال الله في عمره ، اليوم السبت ، إن قضية الصحراء هي “ المنظور الذي من خلاله ينظر المغرب إلى بيئته الدولية ” .
و أشار جلالته إلى أن المغرب حقق في السنوات الأخيرة إنجازات كبيرة على الصعيدين الإقليمي و الدولي ، و كلها كانت في صالح موقف المملكة العادل و الشرعي تجاه مغربية الصحراء .
بالنظر إلى التطورات الإيجابية التي تشمل بلدانا من جميع القارات ، بعث صاحب الجلالة برسالة واضحة إلى الجميع الشركاء الإقليمين , مفادها أن ملف الصحراء هو المنظور الذي ينظر المغرب من خلاله إلى بيئته الدولية . كما أنه مقياس واضح و بسيط لصدق الروابط و فعالية الشراكات التي تقيمها الدول مع المملكة ” .
و تابع مضيفا , أن هناك عدد من دول المؤثرة التي تحترم السيادة الكاملة للمغرب على أراضيه ، و التي أبدت تقبلها و دعمها لمبادرة الحكم الذاتي ، التي تعتبر الطريقة الوحيدة الممكنة لتسوية هذا الصراع الإقليمي المصطنع .
و هكذا استشهد حفظه الله , بموقف القوة العظمى , الولايات المتحدة الأمريكية الذي ، على و الرغم من تغيير الإدارة أو تطور الوضع ، ظل ثابتًا ، و هو قرار سيادي إيجابي لا مفر منه الآن .
و بالمثل ، رحب جلالة الملك بالموقف الواضح و المسؤول للجارة إسبانيا ، هذا البلد المجاور الذي يعرف جيدًا أصل هذا الصراع و طبيعته الحقيقية .
و رأى أن هذا الموقف البناء يمثل مرحلة جديدة في الشراكة الإسبانية المغربية التي لا طوارئ إقليمية و لا تطور سياسي داخلي يمكن أن يؤثر عليها الآن .
ويضيف جلالته في بحر خطابه السامي , أن ” الموقف البناء فيما يتعلق بمبادرة الحكم الذاتي ، الذي أبدته دول أوروبية معينة مثل ألمانيا و هولندا و البرتغال و صربيا و المجر و قبرص و رومانيا ، سيسهم في وضع مؤشر جديد في علاقة الثقة ” مع الدول الصديقة ، لتعزيز الشراكة الجيدة التي تربطها ببلدنا .
و بالموازاة إلى جانب هذا الدعم ، فتحت حوالي ثلاثين دولة قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية للمملكة ، مما يدل على دعمها الواضح و الصريح لوحدة أراضي المملكة و مغربية الصحراء .
كما انتهز الملك محمد السادس هذه الفرصة ليكرر الإعراب عن تقديره لملوك و أمراء و رؤساء الدول العربية ، و لا سيما الأردن و البحرين و الإمارات العربية المتحدة و جيبوتي و جزر القمر ، التي فتحت قنصليات في العيون و الداخلة .
كما شكر جلالته , بقية الدول العربية التي أكدت باستمرار غير مشروط دعمها لمغربية الصحراء ، و خاصة دول مجلس التعاون الخليجي و مصر و اليمن .
و أضاف علاوة على ذلك ، فإن مواقف إخواننا في إفريقيا مصدر فخر حقيقي لنا ، حيث أن حوالي 40% من الدول الأفريقية ، التي تندرج تحت خمس تجمعات إقليمية ، فتحت قنصليات في العيون و الداخلة .
“هذه الديناميكية تهم أيضا دول أمريكا اللاتينية و منطقة البحر الكاريبي ، حيث قام العديد منها بفتح قنصليات في الصحراء المغربية ، بينما قرر البعض الآخر توسيع نطاق اختصاصهم القنصلي ليشمل الأقاليم الجنوبية للمملكة” في إشارة واضحة لا يشوبها شك بالقرارات المؤسسة لمفهوم الوحدة الترابية للمغرب و نهجه السيادي تجاه صحراءه .
و فيما يتعلق ببعض الدول التي هي من بين شركائنا ، تقليدية أو حديثة ، و التي تتسم مواقفها من ملف الصحراء بالغموض ، يقول جلالة الملك إنه يتوقع منها ” توضيح و مراجعة جوهر موقفها ، بما لا لبس فيه” حتى يتضح لكل الأطراف الإقليمية و الدولية بما فيهم المغرب , ماهية توجهها و حقيقة سياستها . ( يتبع ……. )