فرنسا تغلق الباب في وجه المغاربة : الشعب غاضب و الحكومة غارقة في صمت المقابر .

عرض و تقديم : بوحافة العرابي*

ما يقرب من 70% من طلبات الحصول على تأشيرة السفر نحو فرنسا من المغرب تم رفضها من قبل السلطات القنصلية الفرنسية . أمر جعل وثيرة الغضب تتصاعد في مدينة الرباط من طرف المغاربة المقبلين على السفر لدواعي العمل أو الدراسة أو حضور محافل اقتصادية أو مؤتمرات و غيرها .

الرفض يتبعه رفض أخر , هاته هي لغة تعامل القنصلية الفرنسية مع طلبات المغاربة للحصول على التأشيرة . و للأسف فهو أمر متشابه مع ما يحدث منذ سبتمبر 2021 ، حيث مُنع آلاف المغاربة و كبار المسؤولين التنفيذيين و المواطنين العاديين من منح التأشيرة الفرنسية . و بدون أسباب وجيهة .

بعض المواقف سخيفة تمامًا , فلم يعد بإمكان المغاربة الذين لديهم أبناء فرنسيين زيارتهم في فرنسا . و هذا يجعل رد فعل النائب الجديد “كريم الشيخ “، الذي استجوب الحكومة الفرنسية كتابيًا لتذكيرها بأن «مواطني المغرب العربي» فقط هم من يدفعون ثمن شد الحبل الدبلوماسي بين المغرب و فرنسا .

توتر بين باريس والرباط يدفع تكلفته من لا حيلة له .

لأنه في أصل سياسة تقييد التأشيرات الجديدة لمواطني شمال إفريقيا و خاصة المغاربة , يلعب الفتور في العلاقات بين البلدين دوره في تحديد الكوطا . و بالتالي يكون المواطن بئيسا في هاته الحالة , لأنه سيخضع لمزاجية الفرنسي و عجرفته .

لكن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية الأسبق غابرييل أتال في انتقاده للسياسة المغاربية بملاحظات غير منشورة قال : “تقليص التأشيرات هو قرار صارم ، لكنه ضروري بسبب حقيقة أن البلدان المغاربية لا توافق على استعادة المواطنين الذين لا نريدهم . و لا يمكننا الاحتفاظ بهم في فرنسا” . رسالة مشبعة بالكثير من الاكتفاء و الغطرسة و قلة الاحترام لبلدان ذات سيادة ” .

قصة 100 يورو غير المستردة و لعبة الرابح الخاسر في كل الأحوال .

اليوم ، الغضب يتصاعد بين المغاربة . حيث تبلغ رسوم التأشيرة حوالي 100 يورو و هي غير قابلة للاسترداد في حالة الرفض . إنه شعور مثل لعب اليانصيب أو القمار !!!! على الشبكات الاجتماعية ، يعلن العديد من الأشخاص علنًا أنهم يبتعدون عن طلب تأشيرة السفر لفرنسا . لقد تم رفض منح النخبة السياسية (مستشارًا لرئيس البرلمان المغربي تأشيرة سفر- الآن يفضل التقدم للحصول على تأشيرات من بلدان أخرى مثل إسبانيا أو إيطاليا أو بلجيكا . التهديد بالطلاق بين نخب المملكة و فرنسا أصبح الأن واردا و يشكل مادة دسمة للناشرين و الصحفيين .

و ذكرت السفيرة الفرنسية في المغرب ، هيلين لوغال ، أن هناك تخفيض بنسبة 50% في منح التأشيرات للمواطنين المغاربيين ، و أن هذا المعدل هو في الواقع حوالي 70% للمغاربة , و هو أمر مجحف و لا يتسم باللباقة و حسن التعامل .ف في عام 2019 ، تمكن 346 ألف مغربي من الحصول على الوصفة السحرية للحصول على ” فيزا فرنسا ” ، بينما كان هناك 98 ألفًا فقط في عام 2020 . و أصبحت شماعة الكوفيد الأن لا يفسر كل شيئا أمام هذا التغيير !

صمت السلطات المغربية بالرباط تفسره قوة شد الحبل بين الدولتين .

لماذا لم تنتقد السلطات المغربية هذا التخلف في منح تأشيرة السفر الفرنسية للمواطنين المغاربة ؟ كيف نفسر هذا الصمت القاتم لحكومة من المفروض أن تدافع على من انتخبها ؟ نعرف أن الضغوط قوية اليوم على الحكومة المغربية للرد علة مثل هاته القرارات المتغطرسة . فمن خلال سياستها الحالية ، تقوم فرنسا ببناء جدار برلين جديد تجاه البلدان التي تشكل خزانًا ثقافيًا و بشريًا حقيقيًا لباريس , و لكنها تعرف تماما أن البساط السحري الذي نسجه الاستعمار , قد اهترئ و تآكل , و لم تعد ” ماما فرنسا ” حنونة كما زعم السلف , تمتص خيراتنا و تبصق لنا مرة مرة رحيقا من تأشيرات محدودة , لم تكن لتنفع إلا من له حظوة و جاه .

الآن يمكن لفرنسا أن تودع المنطقة المغاربية قريبًا مجرجرة ذيل الهزيمة الثقافية أمام دخيل إيديولوجي جديد وجد نفسه بدون أن يدري مرحبا به في منصات التعليم بالدول المغاربية , فالفرنسية بدأت كثقافة استعمارية و ستنتهي كجندية منهزمة , لأنها فرضت بالتبعية لا بالحرية , و هذا ما تخشاه فرنسا , و لهذا فهي تجر الحبل و تشده حتى تدلي بدلوها في قضية تريد إلصاقها بالديبلوماسية , و هي أبعد ما تكون من ذلك , إنها سكرات الموت للإيديولوجية الفرنسية على أرض المغرب .

*رئيس التحرير و النشر بالجريدة العربية.com

Exit mobile version