إعداد التقرير : بوحافة العرابي * .
إنه عام للتاريخ بالنسبة لكرة القدم المغربية . ففي العشر الأواخر من فصل الربيع , حصدت الكرة المغربية في سابقة من نوعها كأسين إفريقيتين في حدث أسطوري لم تعهده فرق مملكة أسود الأطلس أو حتى القارة السمراء . فبعد فوز فريق نهضة بركان بكأس الكونفدرالية الإفريقية الأسبوع الماضي . ها هو الزعيم الأحمر الودادي يضيف إلى خزائن المغاربة كأس عصبة أبطال إفريقيا , بعد فوز تاريخي ليلة أمس الأثنين 30 مايو على نظيره الأهلي المصري كبير المتوجين بهذا اللقب على المستوى القاري .
إنهم غزاة إفريقيا .
و فاز الوداد البيضاوي على الأهلي في ختام نهائي دوري أبطال أوروبا بعد مبارة صعبة . حيث قدم البيضاويون أنفسهم كأسياد للقارة الإفريقية بلقبهم الثالث في المسابقة , و السابع للمغاربة في هاته المنافسة الغالية .
و فاز الزعيم الأحمر وداد الأمة , المدجج ” بجمهور الوينرز الذي يعتبر من بين أقوى عشر جماهير على وجه الأرض ” على الأهلي المصري بنتيجة 2 – 0 . و هكذا وضع المغاربة بفنياتهم العالية و جهدهم التقني , حداً لهيمنة المصريين حاملي اللقب مرتين .
في المباراة النهائية ، يضغط الوداد منذ البداية . حيث مارس المغاربة ضغوطا كبيرة على الأهلي . إذ لم يستطيع المصريون المختنقون الخروج من معسكرهم , و تعرضوا لموجه فنية عنيفة من المد الأحمر . و كان الوداد قريبًا جدًا في الدقائق العشر الأولى من هز شباك الخصم . حيث أطلق المهاجم الكونغولي غي مبينزا تسديدة ثقيلة على مدخل منطقة الجزاء . لكن تسديدته اصطدمت بالعارضة ( 10) . فترة راحة للأهلي تنفس فيها المصريون قليلا من أوكسيجين الدار البيضاء و شربوا فيها بعض المياه المعدنية , لكن ذلك لن يستمر أمام صواريخ الجيش الودادي المتمرس . إذ سيضرم زهير المترجي النار في مدرجات جمهور ملعب محمد الخامس , بعد تمريرة أيمن حسوني , فعلى بعد حوالي ثلاثين مترا من المرمى ، يستدير لاعب الوسط المهاجم زهير المترجي و يسدد ضربة هائلة , تم وضعها خلال أجزاء من المئة في شباك الحارس المصري الشناوي , الذي لم يستطع فعل أي شيء . كان ذلك في حدود نهاية الربع الأول من المبارة , ليتقدم الوداد البيضاوي ( 1 – 0 ) و يشتعل الملعب بألوان الفرحة الأولى .
يبدو أن زملاء بيرسي تاو في فريق الأهلي المصري يواجهون بداية مروعة للعبة داخل ميدان يسيطر عليه الوداديون طولا و عرضا . كدليل على ذلك ، لم يحاول المصريون اللعب نحو الهجوم خلال العشرين دقيقة الأولى . لكن شيئًا فشيئًا ، تبدأ ملامح المباراة في التغيير . الوداد يتراجع قليلاً و يبدأ الأهلي بالشعور بإلحاح لتدارك الموقف . المصريون يحصلون على بعض الفرص . و لكن دون العثور على خطأ ودادي قد يكلفهم تهديد ( غزوهم لإفريقيا قولا و فعلا ) . ينضم الفريقان إلى غرفة خلع الملابس بنتيجة هدف واحد لصفر للأحمر المغربي , علامة ستجعل من الفريق المنتصر يتربع على عرش كأس أبطال إفريقيا لسنة كاملة بعد 45 دقيقة .
المترجي بطل الوداد و الوداد بطل كأس عصبة أبطال إفريقيا .
وراء كل مجد بطل . و لتتويج الوداد باللقب هذا الفارس البطل يسمى ” زهير المترجي ” . فبعد ثلاث دقائق فقط في انطلاق الشوط الثاني ، سجل لاعب الوسط المهاجم الهدف الثاني من المباراة . لتضع الدار البيضاء يدها على الكأس السادسة لقطبيها . و بهذا الهدف التاريخي , يسجل زهير هدفه الخامس هذا الموسم في دوري أبطال أفريقيا CAF .
في الضفة الأخرى من المبارة , يحس الأهلي بأن ساعته قد حانت ليودع كأسا طمع فيها قبل أن يلعبها . يندفع الفريق المصري ثم يضع كل قواته في المعركة لمحاولة العودة . لكن حارس الوداد تاغناوتي صد كل المحاولات الأهلوية , لكل من الشريف و بيرسي تاو و كافشا . ليستسلم الأهلي مرغما و مصدوما لقوة الفريق الأحمر المغربي الذي لا يرحم و لا يدر , و لا يفكر بالتفريط في كأس ” سرقت منه ظلما و عدوانا ” في نسخة 2018 على مرأى من عصابة أحمد أحمد .
قاوم اشبال المدرب الوطني وليد الركراكي الاعتداءات الأهلوية الخشنة , و قدموا لأنفسهم التتويج المستحق أمام الغول الأهلي .
فبعد كأس الكونفدرالية الإفريقية CAF ، ها هو ذا فريق مغربي آخر يفوز بدوري الأبطال . و هذا ليس من قبيل الصدفة , بل اشتغل المغاربة منذ سنوات خاصة تحث إدارة المتمرس فوزي لقجع على البطولة المحلية و التمثيلية القارية للاعب المحلي . و خير دليل أن المغاربة قد فازوا بالنسختين الأخيرتين من بطولة CHAN ، و هي بطولة قارية مخصصة للاعبين الذين يلعبون في بطولة بلادهم .
و يشار إلى أن فريق الوداد الرياضي البيضاوي المغربي قد لعب النهائي الثالث له في أخر ست سنوات و الخامس في مشواره الرياضي . حيث فاز بثلاثة ألقاب من نسختين مختلفتين لأبطال إفريقيا . و بذلك يوازي نده الأخضر الرجاوي الذي يمثل هو الأخر مدينة الدار البيضاء .
و كان الوداد البيضاوي أكثر من سجّل في دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم بكتلة تسجيلية بلغت 22 هدفا ، ويمتلك 9 لاعبين مختلفين نجحوا في التسجيل ،و بذلك يتفوق على كل الفرق الإفريقية الأخرى المنافسة .