الجريدة العربية -مكتب الرباط
لسنوات، ظل هذا الطلب المشروع يواجه ذرائع متكررة ، من بينها نزاع على الأرض، لكن الحقيقة كانت واضحة وبسيطة: المواطنون لا يريدون إلا حقهم في الاحترام، ولو بأبسط صورة.
مع تعيين عامل صاحب الجلالة الجديد لإقليم طاطا، بدأت ملامح التغيير تظهر. استمع الرجل إلى أصوات الساكنة، قرأ ما بين السطور، وفهم أن التحرك الحقيقي أقوى من ألف خطاب. لم يكتف بالمجاملات، بل أعطى الإذن بانطلاق المشروع ، وبذلك أعاد الأمل إلى أهل الدوار، وفتح الباب أمام علاقة جديدة بين المواطن والإدارة ، تستند إلى الإنصات والعمل بدل التسويف والتأجيل.
وكما هي العادة، لم يكن الطريق إلى الإنجاز خاليًا من المنغصات. بعض الجهات التي لا تزال أسيرة الحسابات الضيقة حاولت عرقلة هذا الحلم الصغير ، لكنها لم تفهم أن الوعي حين يُولد لا يُقتل، والتعاون حين يشتعل لا يُطفأ.
خرج السكان رجالًا ونساء، كبارًا وصغارًا، ليكونوا جزءًا من هذا التغيير، مدافعين عن مشروعهم البسيط، عن حقهم الطبيعي، عن كرامتهم. وها هم يضعون أولى لبنات السقيفة ، التي لن تكون نهاية القصة، بل بداية مرحلة جديدة من الأمل والعمل.