الجريدة العربية – فرنسا
الحلقة الثانية عشر
نظّمت “نقابة الميزانيين” مهرجانًا خطابيًا ترحما على احتفالات عيد العمال، في مشهد يعكس الفراغ السياسي الذي يشهده إقليم طاطا، حيث تم تسليط الضوء على ما وصفه المنظمون بـ”مشكل الكسابة” لإنقاذ ماء وجههم، وسط استياء واسع من استغلال الوضع الاجتماعي الهش لبعض الأسر، التي تم استقطابها لحضور الفعالية مقابل أجرة يوم وقفف غذائية.
وبالتزامن مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، لم تكن هذه الاحتفالات بمعزل عن الحسابات السياسية، إذ أكدت مصادر متطابقة أن بعض النساء العاملات في الضيعات الفلاحية جرى نقلهن في مركبات خاصة، بعدما وعدهن مالك الضيعة بأجرة يوم عمل قدرها 80 درهمًا، وهو ما أثار استنكار المتابعين، الذين اعتبروا ذلك استغلالًا واضحًا لحاجيات المواطنين الأساسية.
ويواجه سكان طاطا، خاصة الرحل والكسابة، تحديات متزايدة في ممارسة أنشطتهم التقليدية بسبب توسع الضيعات الفلاحية واستغلال أراضٍ كانت مخصصة للرعي، مما ساهم في تفشي البطالة وفتح الباب أمام أنشطة غير قانونية مثل التهريب والهجرة الداخلية.
وتشير أخبار متداولة إلى أن المنظمين فشلوا في تحقيق الحشد الجماهيري المتوقع، حيث لم يكن الإقبال على مستوى التطلعات، رغم محاولات استقطاب الفئات الهشة بوعود فضفاضة لم يتم الوفاء بها.
اللافت للنظر أن المسؤول النقابي عن هذه التظاهرة يواجه قضية تزوير مكتب نقابي في وقت سابق، ورغم تدخل وسطاء للمصالحة، إلا أن القضية لا تزال تراوح مكانها، مما يثير تساؤلات حول مدى مصداقية هذه التحركات وشفافيتها أمام الرأي العام.
يتبع…