الجريدة العربية – الرباط
في مشهد لم يثر سوى سخرية المارة، ظهر رشيد نكاز، الناشط المثير للجدل، أمام مسجد الكتبية بمراكش، محاولًا خلق ضجة لا يسمعها سوى صدى أوهامه. الرجل الذي تنقّل بين السجون الجزائرية والفرنسية عاد هذه المرة بحقيبة مليئة بالشعارات البالية والخرائط المبتورة، في محاولة يائسة لفرض رؤيته المشوّهة على التاريخ والجغرافيا.
نكاز، الذي اعتاد أن يكون مجرد أداة في يد “الكابرانات”، وجد نفسه اليوم منبوذًا حتى من الذين استخدموه ثم ألقوا به في غياهب النسيان. وبسذاجة مفرطة، حاول إعادة إحياء دوره عبر التشكيك في مغربية الصحراء، متجاهلًا الإجماع الدولي، والقرارات الأممية، والدعم المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي. وكأن صدى المسيرة الخضراء لم يصل إلى أذنيه المثقلتين بالدعاية الرخيصة!
لكن طموح نكاز لم يتوقف عند التلاعب بالحقائق، بل كان يسعى، كما يبدو، إلى بطولة زائفة عبر اعتقال درامي يضفي عليه هالة من “الاضطهاد المزعوم”، على أمل استجداء تعاطف المنظمات الحقوقية. غير أن خيبته كانت كبيرة، فالمغرب ليس ساحة لمسرحيات منتهية الصلاحية، ولا يخلط بين حرية التعبير والفوضى المصطنعة.
فبعد ساعات من التحقيق، غادر الرجل الأراضي المغربية دون صخب، محملًا بأمتعته وأوهامه و”بطاقة سفر مجانية” إلى فرنسا، حيث يمكنه الاستمرار في بيع الوهم لمن يشتري.
ويبقى السؤال المطروح: ماذا لو قرر ناشط مغربي الوقوف أمام قصر المرادية بالجزائر، مطالبًا باستقلال القبايل؟ هل كان سيحظى بمعاملة لبقة، أم سيجد نفسه في دوامة “الاختفاء القسري”؟
في النهاية، رشيد نكاز ليس سوى ورقة محروقة أُعيد تدويرها في محاولة بائسة لاستفزاز المغرب. غير أن الرد المغربي كان أكثر ذكاءً وهدوءًا: تجاهل ثقيل الظل وطرده كما يُطرد كل متطفل بلا ضجة أو صخب.