بوحافة العرابي* – الجريدة العربية
نظمت الجامعة الدولية لكرة القدم فيفا بالمملكة المغربية قرعة كأس العالم للأندية ، في نفس اليوم الذي انطلقت فيه كأس إفريقيا للمحليين بالجزائر CHAN 2022 . هذا التداخل بين حدثين فسرته الصحافة الجزائرية على أنه علامة على العداء الذي يميز العلاقات بين البلدين على جميع المستويات . و في هذا السياق قام رئيس الفيفا جياني إنفانتينو بزيارة كل من المغرب والجزائر في نفس اليوم ، الأمر الذي حز في نفوس الجيران “من الجهة الشرقية” و استغلوا حفل افتتاح الدورة الأفريقية لصب حقدهم و تسويقه للعالم كما فعلوا قبل أشهر قليلة حينما استضافوا دورة ألعاب البحر المتوسط.
حاول جياني إنفانتينو أن يلعب دور التوازن و إخضاع الأمور لمنطق طبيعي غلبت عليه الرياضة ، بدل الخداع و النفاق و سياسة الضحك على الأذقان . فبعدما انتهت قرعة كأس العالم للأندية التي أجريت بمركز محمد السادس بمدينة سلا ، انطلق الرجل القوي في الفيفا رفقة الدكتور موتسيبي رئيس الكاف في رحلة مباشرة نحو الشقيقة الجزائر . و أعلن جياني إنفانتينو عشية انطلاق بطولة أمم إفريقيا : “يسعدني أن أكون قد وصلت إلى الجزائر للمشاركة في افتتاح ملعب نيلسون مانديلا ولقاء رئيس الدولة وكذلك رئيس الاتحاد الإفريقي . ، وبالطبع غدًا مع الشان ، ستكون لحظة رائعة لكرة القدم الجزائرية . شكراً لكم جميعاً ، وكما يقولون ، واحد اثنان ثلاثة ، تحيا الجزائر! “. بيان أشعل الشبكة العنكبوتية من الجانب الجزائري ، و جعلهم يقارنون بين الحابل و النابل و بين الصالح و الطالح ( في هاته الحالة الصالح هو المغرب بطبيعة الحال ، الذي لم يقحم السياسة و الأحقاد في كرة القدم) .
الجمهور الجزائري و صحافته المحلية ظنوا أن تعبير جياني إنفانتينو بزيارته المهنية للجزائر لحضور افتتاح دورة ثانوية ، هو وسام و إقرار بأن الجزائر هي الافضل . و أرادوا در الرماد على الأعين حينما سمعوا السويسري يقول عن المغرب : ” إنه بلدي” ، و أنا سعيد دائما بالعودة إليه .
لقد وصل رئيس الفيفا إلى المملكة المغربية للمشاركة في قرعة كأس العالم للأندية ، و أشاد بالمغرب و أسهب في وصف عاطفته تجاه هذا البلد الأمة . وهكذا أعلن جياني إنفانتينو حبه لأرض يعرفها حق المعرفة و تربطه بها علاقات هي أكثر من أن تكون مهنية فقط ، لقد أكد أنه عاد إلى “بلده . السويسري يعتبر المغرب وطنه . “أنا سعيد للغاية بالعودة إلى المغرب ، إنه بلدي. ديما المغرب . من الواضح أنني أردت أن أهنئ المغرب على كأس العالم الاستثنائي ، ولكن علاوة على ذلك ، سأكون حاضراً في قرعة كأس العالم للأندية . كأس عالم مهمة ، حيث يلتقي أبطال جميع القارات في بلد يقدم كرة قدم رائع لمعرفة من سيكون أفضل ناد في العالم . أنا في المنزل ، وأنا بالفعل أتطلع إلى هذا القرعة “.
من خلال هذا الإعلان عن الانتماء العاطفي ، الصحافة الجزائرية انطلقت غاضبة ، مكفهرة ، فهي لا ترغب أن يبوح رئيس الفيفا بالتأكيد عما يفيض به قلبه من حب تجاه المملكة الشريفة و أهلها و ناس سلطاتها ، فهم بحقدهم و جبنهم يريدون من العالم أجمع أن ينفث السم تجاه بلد قدم الافضل في كل المناسبات .
زيارة السيد جياني إنفانتينو و معه رئيس الجامعة الأفريقية لكرة القدم الدكتور باتريس موتسيبي ، لحضور حفل قرعة كأس العالم للأندية بسلا ، بالتوازي مع حفل افتتاح الدورة الأفريقية لكرة القدم للاعبين المحليين ، ظن من خلالها الأشقاء في الجزائر ، أن كبير الفيفا يعطي الاهتمام لدولة على حساب أخرى ، خاصة و نحن على بعد أسابيع قليلة من اختيار الدولة المنظمة لكأس إفريقيا للأمم 2025 ، التي تسعى الجزائر من أجل الفوز بشرف تنظيمها و تجعل الأمر مسألة حياة أو موت في معركة حقيرة تلعبها لوحدها ، و تظن سلطاتها أنها تحارب فيها ضد المغرب الذي سحب من تحتهم البساط و أتى على البر و البحر بحنكة و حكمة و من دون أن يزيد و يرغد ، و إن غذا لناظره قريب .