حينما تحاضر العاهرة في الشرف .

الأستاذ إدريس زياد – الجريدة العربية

شيء طبيعي أن تحبذ العاهرة أن تكون كل بنات حواء عاهرات، فمن قبيل تحصيل حاصل القول ينطبق هذا المثل أيضاً على سراق المال العام ناهبي أموال الشعب الذين يختلقون أكاذيب بلهاء سخيفة ممجوجة تافهة يرمونها على الشرفاء من المناضلين لتلطيخ سمعتهم والتي يسعون من خلالها إلى تحوير الكلام، ومن فرص اللص استغلال ضجة السوق، يقول نتشه : كلّما ارتقى عقل الإنسان، قلَّتْ رغبته في الضجة ألا يسهم هذا القول في تفسيره أننا لازلنا لم نرتق بعد، كل هذه طرق تقليدية مفضوحة غالباً ما يسلكها اللصوص للدفاع عن أنفسهم وعن الفساد والمفسدين بمعية الأقلام المأجورة وأقلام السوق المنتحرة…

وأنت ترى الفساد يمشي عارياً يأمرك المفتي الفاسد بغض البصر، وأمثال هؤلاء الفاسدين لازالوا من البقية المتبقية من الحرس القديم للاستبداد الذي لم يستسغ بعد سنة التطور، وغير مستعد بعد للقبول بالرأي المخالف لأنه شب وشاب على الاستبداد والتفرد بالرأي ومص ما تبقى في القاع حتى يجف، فكيف لهؤلاء أن يتنازلوا عن هذه الامتيازات التي يعتبرونها حقاً يختصون به دون غيرهم؟

لا ندري كيف ينام اللصوص خونة الوطن الفارين من العدالة، وإذا ناموا بماذا يحلمون، ومما يبدو أنهم اخترعوا طرقاً للتحايل على تأنيب الضمير وإسكاته وإدخاله في حالة موت سريري، وهذه الفئة الخائبة ترفض الخروج من واقع الهزيمة لتجعل من حياة الاستبداد حياة أطول وتعقد الحسابات وتحبط الحافز ثم تظل تعيش في ظل الابتزاز والارتهان السياسي…

لقد أصبحت فضائح سرقة المال العام أمراً مستساغاً لدى المواطنين، فلا يكادون يلقون لها بالاً، لقد طبعنا مع السرقة والسراق، مالكم مرتعدون؟ وللأسف تلك واحدة من تجليات المسخ الثقافي الذي أضحى يلقي بظلاله على حياتنا العامة، فالقيم الأصيلة توارت إلى الخلف وأصبح الاحتيال والسرقة والمكر من معالم الذكاء الاجتماعي…

ينبغي أن نشعر باحترام اتجاه المناضلين المطالبين بحقوقهم المشروعة، والكتّاب الذين يناضلون من أجل توعية الناس، يجب اعتبارهم من مناضلي الكلمة، سلاحهم الفكر والقلم والميدان هم الأولى بالتقدير، تعلمنا أن من يسخر قلمه وفكره ونضاله لخدمة الإنسانية هو المكرم في كل الأزمنة إلى أن أدركَنا زمن المستهزئين صنف القُراد الملتصق بالدواب…

بهمّة المخلصين وبأقدام عنيدة وظهر منصوب سنكمل المسير بإذن الله في الجهر بقول الحق وفضح الفساد والفاسدين، ولا عزاء لمن يريدون ستر عوراتهم بالأوراق الذابلة وماهي بساترة لا عزاء لهم فقد أوشكوا على الرحيل، فمن سابع المستحيلات أن يتق بهم أحد فطرحهم ميّت مُكفّن ينتظر الدّفن، والله لا يصلح عمل المفسدين وأختم بهذا المثل القائل : “سَمّ اللص قبل أن يدعوك باسمه” ….

Exit mobile version