جماعة العدل والإحسان .. أجندة الحقد والدجل ضد وحدة المغرب

الجريدة العربية – عبد العزيز الريصوني

في نيجيريا، يتجرع الناس مرارة جماعة “بوكو حرام”، أما نحن في المغرب، فابتلينا بما يمكن أن نسميه “أولاد الحرام”. جماعة لا تفجر ولا تختطف، لكنها تتقن التحريض، وتبدع في التضليل، وتستثمر في تجارة رخيصة بقضية فلسطين.

طوال السنة، تغيب عن الساحة الوطنية؛ لا موقف، لا رأي، لا مساهمة، لا انخراط. جماعة تختبئ خلف عباءة الدين، وتنتظر لحظة ارتداء الكوفية الفلسطينية لتمارس هوايتها المفضلة: استغلال عواطف المغاربة.
تنغلق داخل جحورها الفكرية، تزدري مؤسسات الدولة، ترفض رموزها، تتجاهل قوانينها، ومع ذلك لا تجد حرجًا في استنزاف خيراتها.

لا تؤمن بالانتخابات، ولا تهتم بقضايا الغلاء والمعيشة، ولا ترفع صوتها دفاعًا عن وحدتنا الترابية، ولا تشارك المغاربة أفراحهم أو أحزانهم.
لا تطرح حلولًا اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، ولا تحمل هموم المواطن، بل تكتفي بالتربص، انتظارا للحظة التي تقتات فيها على أوجاع الناس.

عندهم، التنظيم فوق الوطن، والطاعة للشيخ فوق الولاء للبلاد، والسيادة لا تُعترف بها إلا داخل الجماعة.
لا يعترفون بملك المغرب، لا يرفعون علمه، ولا يرددون نشيده الوطني، بل يعتبرون الوطن مجرد “دار ضلال” يجب تقويضها من الداخل.

إنها جماعة “النوم العميق” التي لا تستيقظ إلا على أصوات الدماء، لتتحول فجأة إلى حركة تحرير موسمية.
مع كل عدوان إسرائيلي على فلسطين، تظهر الجماعة من سباتها، تركب موجة الغضب الشعبي، ترفع شعار “يسقط التطبيع”، قبل أن تنزلق بسلاسة إلى شعارات أخطر: “يسقط النظام”!

دون خجل أو منطق أو احترام لعقول المغاربة، تحاول هذه الجماعة تحميل المغرب وزر كل مآسي فلسطين، بينما هي أصلاً غائبة عن كل قضايا الوطن.

لا تحضر في الداخل، لكنها تتحدث باسمه في الخارج، تهاجم المغاربة الشرفاء الذين يرفضون المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وتصفهم بأبشع النعوت: “ذباب إلكتروني”، “كتائب”، و”عياشة”.

قادة الجماعة، الذين لم يذوقوا يومًا مرارة هموم المغاربة، ولا ساهموا في رفع معاناة أحد، يتحولون فجأة إلى “خبراء” في الشعب الذي لم يعرفوه إلا من وراء الجدران.

إنها جماعة الانتهازية السياسية بامتياز، لا تتحرك حبًا في فلسطين، بل طمعًا في تخريب الوطن، وتحريضًا ضد مؤسساته.

أيها المغاربة، تيقظوا!
لا تنخدعوا بمن يلبس قناع الغيرة على فلسطين ليطعن بلدكم في الظهر.
لا تسمحوا لمن يتاجر بالدم الفلسطيني أن يحوّل تعاطفنا النبيل إلى معاول تهدم استقرارنا.

فلسطين كانت وستظل في قلوب المغاربة، والتطبيع المغربي جاء لخدمة المصالح الوطنية العليا، ولخدمة الشعب الفلسطيني نفسه.

لقد رأيتم بأنفسكم كيف تدخل المغرب مرارًا لمساعدة غزة، دون انتظار معابر الذل، وكيف موّل مشاريع لحماية القدس، وكيف توسط لإطلاق أموال الفلسطينيين المجمدة.
حب فلسطين لا يعني أن نسلّم مفاتيح وطننا لعملاء الفوضى، ولا أن نترك أمننا رهينة لمغامرات مراهقي السياسة.

احذروا جماعة الدجل الموسمي… فلسطين أمانة، والمغرب أمانة أكبر.

Exit mobile version