الجريدة العربية – الرباط
في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها الساحة الاقتصادية العالمية، تتجه الأنظار بشكل متزايد نحو إرساء نماذج تمويلية تدمج البعد البيئي والاجتماعي في قلب القرارات الاستثمارية. وفي هذا السياق، تواصل مجموعة BANK OF AFRICA تعزيز موقعها كفاعل مركزي في ترسيخ مفهوم “التمويل ذي الأثر” بإفريقيا، مستفيدة من شراكات أكاديمية ومؤسساتية لتطوير آليات مالية مسؤولة ومؤثرة.
اللقاء الأخير الذي احتضنه معهد ISCAE بالدار البيضاء يوم 13 ماي الجاري، بمناسبة الدورة الثالثة من ملتقى “المالية المستدامة”، لم يكن مجرد حدث أكاديمي، بل محطة استراتيجية لتوسيع دائرة الفعل المؤثر في مجال الاستثمار المسؤول. ومن أبرز مخرجات هذا اللقاء توقيع اتفاقية تعاون ثلاثي بين مجموعة ISCAE، كرسي البحث الإفريقي للتمويل المستدام، والمرصد الإفريقي للمالية المستدامة، بهدف إنتاج معرفة علمية مشتركة تُعزز من جودة السياسات الاستثمارية وتدعم ممارسات اقتصادية تراعي الاستدامة.
هذا التعاون لا يقتصر على البعد المحلي، بل يمتد ليشمل إفريقيا جنوب الصحراء، ما يعكس توجهاً طموحاً لبناء منظومة مالية قارية تُدمج الأبعاد البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) في صلب عملياتها. وتبرز هنا أهمية تطوير أدوات علمية لتقييم المبادرات التنموية، مثل مؤشر الأداء المستدام الذي أطلقه المرصد الإفريقي للمالية المستدامة، والذي سيتيح قياس الأثر الحقيقي لمبادرات”بنك أفريقيا BANK OF AFRICA”، كبرامج دعم المقاولات الصغرى أو فضاءات الابتكار Blue Space.
الرسالة واضحة من خلال هذا اللقاء ، تشير إلى أن التمويل المستدام لم يعد خياراً تجميلياً بل أصبح ضرورة استراتيجية لبناء اقتصادات مرنة وشاملة، كما أشار مسؤولون من المجموعة والمعهد خلال الملتقى. فهذه المبادرات تمثل ترجمة فعلية لرؤية بعيدة المدى يتبناها البنك، وتجسدها مشاريع عملية مدعومة بأدوات تقييم علمية، كما أنها تسعى إلى صياغة نماذج قابلة للتبني من طرف فاعلين آخرين في القطاعين العام والخاص.
وبذلك، لا تنحصر مساهمة “بنك أفريقيا BANK OF AFRICA” في تمويل المشاريع أو تنظيم التظاهرات، بل تتجاوزها إلى دور بنيوي في إعادة صياغة المفهوم التقليدي للتمويل، من خلال تكريس ثقافة مالية تجعل من التنمية المستدامة جوهر الفعل الاقتصادي لا مجرد شعارات عابرة.
-
-
-
-
-
-
