بقيادة نسائية ملهمة.. قنصلية المغرب بروما تُحقق سابقة تاريخية في أومبريا”

الجريدة العربية – الدكتور المهدي العربي (إيطاليا)

في خطوة نوعية تجسد روح القرب من المواطنين وتُكرّس التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تحسين الخدمات الإدارية لفائدة الجالية المغربية بالخارج، شهدت جهة أومبريا وسط إيطاليا تنظيم قنصلية متنقلة من طرف القنصلية العامة للمملكة المغربية بروما، شكلت تجربة فريدة من نوعها، وحدثًا لافتًا في مسار تعزيز العلاقة بين الجالية والمؤسسات.

هذا الحدث لم يكن مجرد محطة إدارية عادية، بل كان لقاءً إنسانيًا ووطنيًا بامتياز، حمل في طياته رمزية كبيرة، حيث التقت فيه الوطنية بالواجب الإداري، وتم فيه الجمع بين جودة الخدمة وحرارة التواصل. فقد تمكّن مئات المواطنين المغاربة من إنجاز وثائقهم الإدارية في ظروف مهنية راقية، ووسط تنظيم محكم من الإدارة والمجتمع المدني بجهة أومبريا، مع روح من الاحترام والتقدير.

وقد كان لقيادة القنصلة العامة السيدة سعاد سليماني، إلى جانب طاقم نسائي متميز من موظفات القنصلية بروما، دور محوري في إنجاح هذه المبادرة، التي ستظل راسخة في ذاكرة الجالية كنموذج للإدارة المواطِنة القريبة من هموم الناس وتطلعاتهم.

الحدث

في أجواء طيبة تجمع أبناء الوطن بإدارتهم المغربية، شهدت جهة أومبريا الإيطالية حدثًا مميزًا تمثّل في الزيارة الرسمية التي قامت بها سعادة القنصل العامة للمملكة المغربية بروما، السيدة سعاد سليماني، إلى أفراد الجالية المغربية المقيمة بالمنطقة وكدلك مسؤولي الشأن الترابي بجهة اومبريا. وقد حظيت هذه الزيارة باهتمام واسع وترحيب كبير من طرف الجمعيات والمراكز و أفراد الجالية الذين عبّروا عن سعادتهم بهذا اللقاء المباشر و الحضور الكبير .

جاء هذا اللقاء في إطار إدارة القرب التي تنهجها القنصلية العامة المغربية بروما ، إذ أتاح فرصة ثمينة للحوار المفتوح والاستماع لمطالب ممثلي الجمعيات والمراكز المقيمين بجهة أومبريا. وقد استمعت سعادتها بعناية لمختلف القضايا والانشغالات التي طُرحت، لاسيما ما يتعلق بالخدمات القنصلية والإدارية، كما قدمت برنامج و توجيهات عملية ومقترحات لحلول واقعية تعزز من فعالية التواصل وتيسير المعاملات.

نجاح التنظيم وتفاعل القيادة

وقد تحقق نجاح كبير في تنظيم القنصلية ، حيث تم تقديم مختلف الخدمات القنصلية لفائدة أفراد الجالية في ظروف جيدة متميزة. وقد شكّل هذا الإنجاز نموذجًا ناجحًا للإدارة المواطِنة، خاصة وأنه جاء بقيادة نسائية تجسدت في القنصلة العامة السيدة سعاد سليماني، إلى جانب فريق من الموظفات التابعات للقنصلية العامة بروما وكذلك موظفي الإدارة، ما أضفى بعدًا رمزيًا ودلاليًا يعكس كفاءة المرأة المغربية في مواقع المسؤولية والتمثيل الدبلوماسي.

والجميل في هذا الحدث، أن السيدة سعاد السليماني لم تكتفِ بالإشراف الإداري والتنظيمي، بل ساهمت بنفسها ميدانيًا في ترتيب القاعة التي احتضنت القنصلية المتنقلة، حيث قامت بوضع صورة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى جانب تثبيت الراية المغربية، في مشهد رمزي يعكس اعتزازها العميق بالثوابت الوطنية. كما افتتحت عملية توزيع الأرقام على المرتفقين المغاربة بيدها، في التفاتة نادرة لقيت استحسانًا كبيرًا من الحاضرين، وسُجلت من ذهب في ذاكرة أبناء الجالية، لما حملته من تواضع وإنسانية وتجسيد فعلي لمبدأ “الإدارة في خدمة المواطن”.

إنجاز غير مسبوق

وما ميّز هذا التنظيم أيضًا هو أنه، ولأول مرة، تمكّن جميع المواطنين بجهة أومبريا من الاستفادة من الخدمات القنصلية قبل نهاية وقت العمل المحدد، الذي امتد من الساعة التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً، وهو ما اعتبره عدد من الفاعلين الجمعويين من مختلف جهات إيطاليا سابقة في تاريخ تنظيم القنصليات المتنقلة بالمجتمع المغربي في هذا البلد. وقد عبّر هؤلاء عن إشادتهم العالية بحسن التنظيم والانضباط والفعالية التي طبعت هذه المبادرة.

مشاركة المجتمع المدني

كما تميز اللقاء بحضور فاعل ومثمر لممثلي المجتمع المدني بجهة أومبريا، الذين ساهموا بشكل إيجابي في النقاشات من خلال نقل انشغالات أفراد الجالية، واقتراح مبادرات تروم تحسين جودة الحياة وتقوية الروابط بين الجالية والمؤسسات الرسمية المغربية. وتم التأكيد على أهمية التنسيق المستمر بين القنصلية والجمعيات الفاعلة لضمان خدمة أفضل للمواطنين.

تقدير وارتياح الجالية

في كلمتها، عبّرت السيدة سعاد سليماني عن اعتزازها بروح الانتماء والمسؤولية التي أبان عنها أفراد الجالية، مشيدة بدورهم الفاعل في تمثيل المغرب أحسن تمثيل في الخارج. كما نوّهت بأهمية مثل هذه اللقاءات في توطيد العلاقة بين المواطن والمؤسسات، مؤكدة أن أبواب القنصلية تظل مفتوحة لكل اقتراح أو طلب يهدف لتحسين جودة الخدمات المقدمة.

وقد خلفت الزيارة ارتياحًا كبيرًا في أوساط الجالية، حيث اعتبرها العديد من الحاضرين دليلاً على اهتمام الدولة المغربية بأبنائها في المهجر، وحرصها على متابعة أوضاعهم وتقديم الدعم اللازم لهم، سواء في ما يتعلق بالجوانب الإدارية أو الاجتماعية.

كلمة ختامية

وفي ختام هذا الحدث المميز، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى عبارات الشكر والامتنان لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، على العناية الموصولة والرعاية السامية التي يحيط بها أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والتي تجسدت مرة أخرى من خلال هذا اللقاء المبارك.

كما نعبر، بكل فخر واعتزاز، عن اعتزازنا الكبير بهذه القيادة النسائية المتميزة التي تمثلها السيدة سعاد سليماني، القنصلة العامة للمملكة المغربية بروما، والتي أبانت عن حس عالٍ من المسؤولية، وتفانٍ في خدمة الوطن والمواطنين، مجسدةً صورة مشرفة للدبلوماسية المغربية الحديثة، القائمة على القرب، التواصل، والإنصات.

حفظ الله جلالة الملك، وأدامه سندًا وذخرًا لوطنه وشعبه، وأبقى على عهد المحبة والولاء موصولًا بين أبناء الجالية ووطنهم الأم، المغرب.

Exit mobile version