الجريدة العربية – ذ. العرابي بوحافة *
في أعقاب مقتل مدنيين صحراويين بمخيم الداخلة في تندوف برصاص الجيش الجزائري، اندلعت احتجاجات غاضبة في صفوف أهالي وسكان المخيمات، الذين نددوا بالقمع المتواصل والتدخلات العسكرية العنيفة التي تطال المدنيين العزّل. وقد رفع المتظاهرون شعارات تدعو للعودة إلى الوطن الأم، المغرب، في خطوة تعبّر عن حالة السخط واليأس من الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشونها تحت سلطة ميليشيات البوليساريو وبحماية مباشرة من الجيش الجزائري.
ويبدو الجيش الجزائري، من خلال تصرفاته، وكأنه يحرس معتقلاً مفتوحاً يُمارَس فيه القمع بالسلاح ضد مدنيين محتجزين، لا لذنب اقترفوه سوى أنهم ضحايا لمخطط سياسي يراد منه خلق كيان وهمي على حساب معاناة البشر. الحادث المأساوي لقي تغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام الدولية، التي أعربت عن استنكارها الشديد لصمت السلطات الجزائرية وصنيعتها البوليساريو، في وقت يتواصل فيه التكتم والتبرير لتغطية الجريمة والتستر على المتسببين فيها.
إن الظروف القاسية التي تعانيها ساكنة المخيمات لم تعد خافية على أحد، ومع كل حادث جديد، تتعالى الأصوات المطالبة بالحرية والكرامة والعودة إلى المغرب، لتسقط بذلك الأقنعة عن مشروع انفصالي فُرض بالقوة، ويُغذّى بالأوهام والدعاية على حساب حقوق آلاف المدنيين المحتجزين.
فإلى متى سيظل حكام الجزائر يغضّون الطرف عن معاناة هؤلاء؟ وأين هي القيم الإنسانية التي يُفترض أن تحكم سلوك دولة تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان؟ آن الأوان لوضع حد لهذا الصمت المريب وللممارسات القمعية التي لم تعد تقنع أحداً.