الجريدة العربية – الرباط
في خطوة طبية رائدة وغير مسبوقة على مستوى القارة الإفريقية، نجح المغرب في إجراء أول عملية جراحية عن بُعد، ربطت بين العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء ومدينة العيون، على بُعد يزيد عن 1100 كيلومتر. العملية، التي تكللت بالنجاح يوم الجمعة 2 ماي 2025، تعد نقلة نوعية في تاريخ الطب المغربي، ومؤشرًا واضحًا على دخول المملكة عصر الجراحة الرقمية.
العملية الجراحية، التي تمثلت في استئصال بروستاتا كلي باستخدام الروبوت، نفذها الدكتور عادل أوزان، أخصائي جراحة المسالك البولية ورئيس الجمعية المغربية للجراحة الروبوتية، من مركز الأنكولوجيا الدولي بالدار البيضاء، بينما كان المريض، البالغ من العمر 52 عامًا، يرقد في مصحة العيون الدولية جنوب البلاد.
وعبّر الدكتور أوزان عن فخره بهذا الإنجاز قائلًا: “اليوم، أصبح بالإمكان لجراح في الدار البيضاء أن يُجري عملية لمريض في العيون بكل أمان ودقة.”
بنية رقمية متقدمة لضمان الدقة والسلامة
نجاح العملية لم يكن ليتحقق لولا البنية التحتية التقنية المتطورة التي وفّرها مجموعة “أكدال” الصحية، حيث تم الربط بين المؤسستين الصحيتين عبر نظام اتصالات متكامل، يعتمد على الألياف البصرية والموجات اللاسلكية، مع استخدام تقنية SD-WAN لضمان استمرارية الربط دون انقطاع.
كما تم تقليص زمن الاستجابة إلى 20 ميلي ثانية فقط، وهو عامل حاسم لضمان دقة العمليات الجراحية عبر الروبوت.
في غرفة العمليات بالعيون، تولّت “عربة المريض” الذكية تنفيذ تعليمات الجراح، تحت إشراف طاقم طبي كامل ضم الدكتور يونس الطيباري، والأستاذ عادل ملوك، فيما تكفل الدكتور خالد عزيزي، المدير الطبي للعيادة، بمهام التخدير بمساعدة فريق شبه طبي بقيادة سهام بوحتوري.
نحو لامركزية الرعاية الصحية
وأكد الدكتور رشدي طالب، المدير العام لمجموعة “أكدال”، أن هذا الإنجاز يمثل “بداية حقيقية لامركزية الرعاية الصحية المتقدمة في المغرب”، لافتًا إلى أن التقنية الجديدة ستسهم في تقليص الفوارق الجغرافية في الوصول إلى العلاجات المتخصصة.
ويُتوقع أن تفتح هذه التقنية آفاقًا جديدة في تعزيز التكافؤ في فرص العلاج، خصوصًا في المناطق النائية التي تعاني من نقص الأطر الطبية المتخصصة.