( تتمة …. ) دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس يومه السبت ، في خطابه السامي الذي ألقاه بمناسبة ثورة الملك و الشعب في ذكراها 69 , إلى إنشاء آلية مسؤولة عن دعم المهارات و المواهب المغربية في الخارج , و دعم مبادراتهم و مشاريعهم ، مشددا على ضرورة إقامة علاقة هيكلية مستمرة مع هذه المهارات بما في ذلك مع المغاربة اليهود .
و أكد جلالة الملك ، في كلمته التي ألقاها ، أن هذه الآلية ستجعل من الممكن في نهاية المطاف معرفة الملامح بشكل أفضل ، و التفاعل معها بشكل دائم و بالتالي تقديم نقاط القوة من طرف المغاربة المغتربين لبلدهم في القطاعات المتعلقة بعملية التنمية و الاستثمار .
و في هذا الصدد ، حث صاحب الجلالة مرة أخرى الشباب و المروجين للمشاريع من المغاربة المقيمين بالخارج على الاستفادة من الفرص الاستثمارية العديدة التي يوفرها الوطن الأم ، و الاستفادة القصوى من التدابير الحافزة و الضمانات المنصوص عليها في ميثاق الاستثمار الجديد .
و بهذا المعنى ، دعا جلالة الملك المؤسسات العامة و قطاع المال و الأعمال الوطني ليكونا أكثر انفتاحا على المستثمرين بين أفراد المجتمع ، و أن يضعوا لمصلحتهم آليات فعالة للرعاية و الدعم و الشراكة .
كما دعا جلالة الملك حفظه الله إلى تحديث و تطوير الإطار المؤسسي المتعلق بهذه الفئة من المواطنين و إعادة النظر في نموذج الحوكمة للمؤسسات القائمة من أجل تعزيز كفاءتها و تكاملها مع مراعاة التطلعات دون توقفات جديدة لمغاربة العالم .
و في إشارة إلى الاهتمام الخاص بإشراك مجتمع المهاجرين في عملية التنمية ، شدد جلالته على أن المغرب بحاجة إلى جميع أبنائه و كافة المهارات الموجودة في الخارج .
و أشار جلالة الملك إلى أن هذه المهارات يمكن أن تستقر و تعمل في المغرب ، حيث يمكنها تقديم المساعدة ، عبر جميع أنواع الشراكات ، من البلدان المضيفة ، مشيرًا إلى أن الجالية المغربية في الخارج معروفة بسمعتها العالمية . في مختلف القطاعات : العلمية و الاقتصادية و السياسية و الثقافية و الرياضية و غيرها . حيث قال بأن هذه الموارد تبقى مصدر فخر للمغرب و لجميع المغاربة .
و في معرض إبرازه للجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لضمان الترحيب الحار بالمغاربة في جميع أنحاء العالم ، اعتبر جلالة الملك أن هذا “الجهاز لا يزال غير كاف ” , و بالتالي فإن بذل أي مجهود من أجل تطوير خدماته يبقى ألية قصوى من أجل مساعدة مغاربة الخارج .
و في الواقع ، لا يزال الكثير من المهاجرين ، للأسف ، يواجهون العديد من المزالق في تسوية شؤونهم الإدارية أو إطلاق مشاريعهم . و لفت جلالة الملك إلى أنه من الضروري معالجة هذا الوضع ، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتزويد هذا المجتمع بالإطار اللازم و الوسائل و الظروف حتى يقدم أفضل ما لديه لوطنه الأم . لأن ما يهمهم هو مصلحة بلادهم و تنميتها .
كما أشار إلى أن المغرب به جالية مقيمة بالخارج تقدر بنحو خمسة ملايين فرد ، يضاف إليهم مئات الآلاف من اليهود المغاربة في الخارج ، و جميعهم منتشرون حول العالم ، و متشبعون بحبهم لوطنهم , مشيرا إلى أن هؤلاء المغاربة يمثلون “حالة استثنائية” ، نظرا لقوة الرباط الذي يوحّدهم بلا كلل بوطنهم و تمسكهم برموزه المقدسة و التزامهم الحازم بالدفاع عن مصالحهم العليا مهما كانت المشاكل و الصعوبات التي يواجهونها .