المراكشي مول السردين يكشف مرة أخرى عن ضعف بعض المسؤولين في التعامل مع إدارة الأزمات.

الجريدة العربية – لحسن كوجلي

إن من أسس القيادة الناجحة من وجهة نظرنا، أن تتوفر في القائد، شروطا و آدابا معينة، قد لا ترتبط اساسا بالمستوى الثقافي أو ديبلومات عليا أو سنوات من الخبرة. فالمسؤول، يجب بداية ان يكون مستقلا، شجاعا، عالم بمسؤوليته، يحمل عقلا جامعا، و قلبا ذكيا، متوكل على الله، عنوانه خدمة الناس و الحفاظ على استقرار و صفاء البلاد. لكنه للأسف، قليل جدا من هؤلاء من يحملون هذه الشروط وهكذا تفكير.

وكما هو معروف عبر الزمن، أنه عندما يكثر الظلم و الفساد في قوم، يرسل الله عليهم أمرا غير متوقع يقلب حياتهم رأسا على عقب، كما أكده ذلك، تاريخنا الحديث في كثير من الأمثلة، منها لحظة حرق الشاب ” مول الكروسة ” التونسي البوعزيزي نفسه، و كان سببا في سقوط أنظمة لم يتنبا أي عقل بزوالها بالطريقة التي تلت أحداث احتراق الرجل البسيط.

والمغرب، بلد كاد هو الأخر أن تهزه عواصف من ذات القبيل لولا تدخلات أمير البلاد حفظه الله، الذي بفطنته و دهائه اتخد طرقا يصلح بها ما يفسده تجار الأزمات الذين همهم جمع الأموال ولو بالطرق التي تهدد استقرار البلاد.

و من الأحداث الأخيرة التي ظهرت و كأنها ماضية في خلق أزمة غير مضمونة النتائج، قضية ما يعرف بعبدو المراكشي مول السردين ديال 5 دراهم، و التي هي قضية قد تكون في أصلها بهدف صناعة بوز ، لكنه ومع تغيير مسارها، أصبحت عنوانا لمقدمة حراك اجتماعي ضد لوبيات الفساد و تجار الأزمات و من يسهر على حمايتهم.

و في تطور مقيت على علاقة بقضية الشاب المراكشي، عند خروج لجنة، أنهت أشغالها بغلق محل الشاب تحت درائع كادت أن تفسد ما تبق من الثقة بين المواطن و المسؤول و كانت قاب قوسين أو أدنى من ان تخلق جوا مضطربا في البلاد، لولا أن ظهرت من جديد حكمة صاحب الحلول و مفك العقد، صاحب الجلالة حفظه الله، الذي أعاد للناس هدوءهم، و أوكل إلى وليه بمراكش أسفي مهمة تطهير المخالفين في القضية بالعقاب المستحق المتمثل في إنهاء مهام قائد الملحقة الإدارية الحي الحسني حيث جرى تصوير واقعة الشاب عبدو، مع إعطاء أمر استئناف عمل هذا الأخير.

حادث يمكن وصفه بمثابة آية من الآيات التي جاءت على يد عبد من خلق الله البسطاء، ليكشف بها على ألوان من المصائب الممارسة على شعب ضعيف من قبل بعض ممن تولوا المسؤولية ، تكون مقدمة لوقف جملة من أساليب المكر و الخداع و طهارة البلاد من كيد الشياطين و حاملي أفكار اللصوصية و السرقة.

و من نتائج هذه الآية و قيمتها الفعلية، أن زادت من قوة الروابط التي تجمع الشعب المغربي بملكهم محمد السادس حفظه الله، الذي يسعى عند ظهور أي أزمة للمحافظة على حياة رعيته بما يزيل عنها أهوال الحياة و شقاءها.

Exit mobile version