الجريدة العربية – عمر اليزيدي
مع فجر حقبة جديدة، تتميز بأحداث رياضية دولية كبرى مخطط لها في 2025 و2030، تشرع المديرية العامة للأمن الوطني ، تحت القيادة الثاقبة لعبد اللطيف الحموشي، في تحول تكنولوجي ورقمي بجرأة ملحوظة. و يرمز هذا التحول و التجديد إلى السعي المتواصل للمملكة المغربية نحو التميز والتحديث، بهدف تحسين القدرات العملياتية للشرطة المغربية في سياق مواكبة الأحداث الرياضية العالمية.
وبهذا المعنى، يشهد التقرير السنوي للمديرية العامة للأمن الوطني الصادر في 26 ديسمبر 2023، وهو وثيقة غنية مكونة من 21 صفحة، على التقدم المذهل في اعتماد الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المتطورة. ويكشف عن إنجاز كبير يتمثل في إصدار 4.269.781 بطاقة هوية إلكترونية من الجيل الجديد، مما يمثل معلما هاما في تحسين إدارة هوية المواطنين، بما في ذلك المغاربة المقيمين خارج الحدود الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، من بين أبرز الابتكارات، نلاحظ تكامل نظام تحديد الموقع الجغرافي لدوريات المديرية العامة للأمن الوطني. ويرتبط حاليا 800 جهاز تحديد المواقع بنظام تدبير التدخلات الأمنية، مما يدل على التزام المغرب بالتحديث العالمي المتناغم، مع وجود آفاق للتوسع في المستقبل القريب .
وفي الواقع، يوجد التركيز على الذكاء الاصطناعي في قلب هذه الثورة التكنولوجية. وعلى سبيل التجربة، تم نشر نظام مبتكر للتحليل الآلي للوحات الترخيص في الدار البيضاء وأكادير. ويستخدم كاميرات المراقبة الحضرية والمتنقلة، إيذانا ببدء عصر الأمن الحضري الذكي. وفي الوقت نفسه، يعمل خبراء المديرية العامة للأمن الوطني على تطوير برمجيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مخصصة لتحديد هوية الأشخاص والتعرف على وجوه الأفراد المطلوبين.
إن هذا التحول إلى الذكاء الاصطناعي والرقمنة ليس مجرد استجابة لتحديات الأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل. إنه يمثل نقطة تحول حاسمة في تحديث قوات الأمن المغربية. ومن خلال تجهيز نفسها بهذه التقنيات المتطورة، لا تستعد المديرية العامة للأمن الوطني لتلبية المتطلبات المستقبلية فحسب؛ بل أنها تضع المغرب في موقع رائد في مجال الابتكار في مجالات الأمن والمراقبة على المستوى الدولي. نهج حكيم يعكس التزام المملكة بالأمن المتطور والفعال، مع التركيز على المستقبل و بلوغ الأهداف المرسومة .