الجزائر تفتح جبهة عداء جديدة ضد الإمارات في سلسلة تصعيد خارجي متهور

الجردة العربية – الرباط

في خطوة جديدة تعكس حالة الارتباك التي تطبع السياسة الخارجية الجزائرية، أطلقت قنوات الإعلام الرسمي في الجزائر، وتحديدًا التلفزيون العمومي، هجومًا عنيفًا وغير مسبوق على دولة الإمارات العربية المتحدة، لتفتح بذلك جبهة عدائية جديدة ضد بلد عربي، ينضاف إلى قائمة طويلة من الدول التي طالها خطاب الكراهية الجزائري مؤخرًا، في مقدمتها المغرب وفرنسا ومالي وليبيا والنيجر وبوركينا فاسو.

الهجوم التلفزيوني الذي وُصف بـ”الوقح”، جاء على شكل تقرير دعائي مليء بالمصطلحات المهينة، حيث وصفت الجزائر الإمارات بـ”الدويلة” و”الكيان المصطنع” و”بقايا الصحراء”، مع اتهامات مباشرة بخدمة “قتلة النساء والأطفال”، في إشارة واضحة إلى العلاقة الإماراتية الإسرائيلية، التي باتت شماعة تلجأ إليها السلطات الجزائرية كلما أرادت تصريف أزماتها الداخلية.

المثير في هذا التصعيد، أنه جاء دون مقدمات دبلوماسية أو حتى إشارات إعلامية تمهيدية، ما يرجح فرضية أن النظام الجزائري يعيش عزلة متزايدة تدفعه نحو ارتكاب خطوات انفعالية، يعمد من خلالها إلى الهروب من أزماته الداخلية الخانقة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، عبر خلق أعداء وهميين لتوحيد الجبهة الداخلية خلف خطاب العداء والمظلومية.

السياسة الجزائرية، التي يديرها جنرالات الجيش من خلف الستار، باتت عنوانًا لفقدان البوصلة الاستراتيجية، إذ أضمرت العداء لكل محيطها العربي والإفريقي تقريبًا، وتحولت من بلد يدّعي الحياد الثوري والدبلوماسية المتزنة، إلى طرف مثير للقلاقل يتدخل في شؤون جيرانه ويدعم حركات انفصالية ومليشيات مسلحة، كما هو الحال في دعمها المستمر لجبهة البوليساريو والانفصاليين في منطقة الساحل.

العداء الجديد للإمارات يكشف أن الجزائر أصبحت أسيرة عقيدة عدوانية تقوم على تصنيف كل بلد ناجح ومستقر كـ”عدو محتمل”، ما يجعل منها خطرًا جيوسياسيًا حقيقيًا في المنطقة، ويزيد من عزلتها على الصعيدين العربي والدولي.

الملفت أن هذا الهجوم على أبوظبي جاء بعد شهور من توتر علاقات الجزائر مع مالي بسبب اتهامات بدعم الإرهاب، ومع المغرب بسبب قضية الصحراء، ومع ليبيا والنيجر بسبب تدخلات استخباراتية، في وقت تتراجع فيه شعبية النظام داخليًا ويتصاعد الغضب الشعبي ضد سياساته، مما قد يفسر هذا التصعيد المتكرر تجاه الخارج.

في المقابل، لم تصدر الإمارات أي رد رسمي، ما يعكس اتزانًا دبلوماسيًا واضحًا مقارنة بالانفعال الذي بات يطبع الخطاب الجزائري.

Exit mobile version