الجريدة العربية – لحسن كوجلي
إن من الفوائد المباشرة للرسالة الملكية الشريفة بشأن إلغاء شريعة عيد الأضحى بالنسبة للمغاربة، احساسهم البالغ بحسن تصرف أمير المؤمنين، و عظيم قراره الرحيم بشعبه العزيز و الحامي لموارد الدولة الحيوانية التي تعد جزء مهم من الإرث و الهوية المغربية، ناهيك عن مدى الوقع الايجابي للرسالة على قلوب شريحة واسعة من المواطنين، باعتبارها امتداد للرسائل المحمدية التي لا مثيل لها في الحكمة و التدبير، و التي لا يزن وقعها على المغاربة الا البسطاء من الشعب الفقير.
إن من حسن القرار الملكي السامي بالغاء عيد الأضحى، في صدور كثير من المغاربة، إحساسهم بوجود أب يتجاوب مع ابناءه، يخرج عليهم عند الضرورة، يحميهم من أنياب المفترسين، و يوقيهم من شر الثعابين و التماسيح التي تضيق على الناس حياتهم و تفسد عليهم هناءتهم و تسلب منهم أموالهم بالباطل.
من وقع القرار كذلك، استعداد المغاربة لعيش أجواء شهر رمضان الفضيل من دون التفكير في جمع أموال عيد الأضحى، و من فضله ايضا، انه قد يوسع على الكثيرين فكرة قضاء عطلة صيف بما يساهم في تحريك الحركة الاقتصادية الموسمية الجامدة لدى البعض في أعالي الجبال و العالم القروي، و بما يساهم للمرء حرصه على إعادة بناء ثقته بنفسه و في المجتمع.