إشارة بسيطة لأصدقائنا المصريين الذين ظلوا يرددون أن نادي القاهرة هو نادي القرن . نعم , هو كذلك بالتأكيد , لكن القرن الماضي . لأن القرن الحالي يبدو أن المغرب يضع فيه حدا لهيمنة الكرة المصرية على القارة الأفريقية ، خاصة بفضل نهضة بركان و خاصة الوداد البيضاوي اللذان يبدو أنهما يلعبان على أعلى مستوى قاري في السنوات الأخيرة .
بقلم : بوحافة العرابي * .
نادي القرن الجديد : الوداد بسبعة أرواح يقاتل من أجل اللقب الإفريقي .
بدأ الوداد الرياضي البيضاوي WAC حملته الأفريقية الشرسة بالانتقام من خصوم الأمس ليواجه الأهلي المصري عام 2017 فريقا و يضربه بالقاضية محطما بذلك كبرياء نادي القرن الماضي . تليها بعد ذلك بسنة ” فضيحة رادس ” التي كان بطلها الحكم الإفريقي الغامبي ” بكاري غاساما ” المثير للجدل أينما حل و ارتحل , حيث أمال الكفة في مبارة الإياب للترجي التونسي برفضه هدف وداديا لا نقاش في صحته , بعدما فعلها المصري أبو كريشة و حرم الوداد في بيته و أمام جمهوره من هدفين , لا يشك في صحتهما إلا أحمق أو ” مرتشي ” . بعدها خسر الوداد في نصف النهائي في عام 2021 ضد كايزر تشيفز من جنوب إفريقيا .
عرش إفريقيا بين يدي الريدز المغربي .
بدأ الأحمر المغربي حملة 2021/2022 بشكل سيء للغاية بهزيمة ( 0-1 ) في أكرا أمام هارتس أوف أوك الغاني ، لكن في المقابل ، عكس رجال وليد الركراكي الاتجاه إلى حد كبير في مبارة الإياب و انتصروا ( 6 – 1 ) ، و بدون لاعبهم الرئيسي ، الجمهور …
تجول الوداديون في مسابح المجموعة التي لعبوا فيها ، لأنه بصرف النظر عن هزيمتهم أمام الأنجوليين بترو في لواندا ، احتل ” الريدز ” المركز الأول في مجموعتهم برصيد 15 نقطة من أصل 18 محتملة ، و لا سيما أمام الزمالك القاهرة الذي أكرموا وفادته ذهابا و إيابا .
تمت إدارة ربع النهائي بشكل جيد بالفوز ( 0-1) على الجزائري بلوزداد , على الرغم من النقص العددي في الدقائق الأولى من اللعب ، و حينها بدأنا في اكتشاف لمسة المدرب المغربي العبقري وليد الركراكي ، مع صد قوي و هجمات مرتدة فعالة . في حين انتهت مبارة العودة في الدار البيضاء بنتيجة ( 0 – 0 ) التي كافية للتأهل .
في نصف النهائي ، وجد البيضاويون أحد ” معارفهم القدامى ” ، الأنغوليين من بترو لواندا . قدم لنا الوداديون حينئذ حفلا كرويا في غاية الروعة في مباراة الذهاب التي انتهت للأحمر ( 1 – 3 ) . في ذلك الوقت ، أرسل زملاء الكابتن يحيى جبران رسالة واضحة إلى كل إفريقيا ” نحن غزاة إفريقيا الجدد قولا و فعلا ” ، كما أحب المشجعون تكرار ذلك . في المقابل ، كان التعادل ( 1 – 1 ) على أرضه كافياً للتأهل للنهائي .
نهائي أبطال إفريقيا : الوداد بشعار ” نحن غزاة إفريقيا الجدد قولا و فعلا ” .
في مبارة النهاية التي أسالت حبرا كثيرا حول مكان إجرائها , و التي عرفت معتركها على عشب ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء . اكتسح الوداد الرياضي المغربي فريق مصر العتيد الأهلي . و حطم أوداجه بثنائية زهير المترجي , ليسحب بذلك الزرابي و العرش من تحت فريق القرن الماضي , ليكتب بذلك الفريق المغربي بداية أسطر للأسطورة القرن الحالي و زعيم إفريقيا الجديد : نادي الوداد الرياضي البيضاوي .