مصطفى حجي ، أيقونة ضائعة أم أفعى تائهة …..

رئيس هيئة التحرير و النشر .

لا أحد منا يستطيع أن يقول بأنه يجهل اسم أسطورة كرة القدم المغربية و الأفريقية مصطفى حجي ، مبدع الملاعب العالمية ، و صاحب المقصية الخالدة في مرمى حارس منتخب الفراعنة العملاق التاريخي نادر السيد . لا أحد ينكر ممن عاصر أو شاهد مباريات حجي ، أنه سينسى فرحة رسمت على أفواه ملايين المغاربة و العرب و الأفارقة كان سببها أهداف خيالية أو تمريرات حاسمة صنعها لاعب المجد و التاريخ الهرم المغربي مصطفى حجي .

الأستاذ بوحافة العرابي
رئيس التحرير

في سنة 1993 كان المنتخب المغربي لكرة القدم المدجج بلاعبين لن تنساهم ذاكرة الكرة المغربية ، يستعدون للعب مباراتهم الحاسمة للصعود لكأس العالم بأمريكا ، ضد منتخب زامبيا البديل و الجريح ، و الذي عوض فقد المنتخب الوطني الأول الذي هلك في حادث سقوط الطائرة الشهير . في تلك الفترة كان قائد الفرقة المغربية المدرب المقتدر السيد عبد الله بليندة رحمه الله ، الذي رأى في اللاعب الواعد آنذاك مصطفى حجي إضافة مثلى لخط وسط الميدان المغربي . و بعد المباريات التجريبية ، و التي أظهر فيها اللاعب جدارته بحمل القميص الوطني ، و تمثيل النخبة في المحفل التاريخي . عزم المدرب بليندة على أن حجي سيكون ضمن خطته التي سيواجه بها منتخب زامبيا بلاعبيه الذين يقودهم النجم كالوشا بواليا و الممول من اتحادات أوروبية متعاطفة على رأسها الاتحاد النمساوي .

لعب حجي المبارة الحاسمة ، فأبدع و أمتع ، و تأهل رفقة أسود الأطلس لكأس العالم لسنة 1994 . و منذ ذاك الزمن إلى أن اعتزل لعب كرة القدم كان مصطفى حجي أيقونة بارزة في الكرة المغربية و الأفريقية ، و توج خلالها بأحسن لاعب في القارة السمراء .

نجم و أسطورة و رجل صنع التاريخ ، لاعب طبع اسمه ضمن قائمة الأفضل على مر العصور ، بسحره و إبداعه و حركاته الفنية ، و بأهدافه الحاسمة في شباك أعتد حراس المرمى . نجم , كان يعرف تمام المعرفة متى و من أين تؤكل الكتف .

اعتزل اللاعب الأسطورة مغازلة الملاعب ، و ارتأت جامعة كرة القدم المغربية أن تعطيه منصبا فنيا داخل المنتخب الوطني ، فعاصر بادو الزاكي ، و لعب معه كمساعد مدرب نهائي كأس أمم أفريقيا بتونس ، و عاصر من بعده الفرنسي هيرفي رونار و تأهل معه لبطولة كأس العالم بروسيا ، و لعب مع المدرب الحالي للأسود و حقق معه إنجازا أخرا بتأهله لكأس العالم القادمة .

حجي مصطفى بطل الملاعب الكروية أينما حل أو ارتحل , الرجل الذي من أجله كانت تملئ المدرجات و تهتف باسمه . أين هو الأن ؟ و لماذا ضاع بين عز الماضي و بين تفاهة و ضآلة الحاضر ؟ لماذا لم يستفد مصطفى من تجربته مع مدربين كثر و لسنوات فاقت 18 سنة كمدرب مساعد ليبلور تجربته , و يفعل كما قام به من عاصروه في ذات المهنة , مثل وليد الركراكي , أليو سيسي , و جمال بلماضي , و كوارديولا , كاتوزو و كسافيي ….. و اللائحة طويلة تمتد على طول العين , منمقة بأسماء لاعبين عاصرهم حجي أو لعب معم أو لعبوا ضده , و ههم الآن يمثلون أيقونة تدريب ناجحة .

أين مصطفى حجي من كل هذا ؟ و لما اقتصر دوره في المنتخب المغربي على السلام و التحية لكل لاعب يخرج أو يدخل رقعة الملعب . لماذا لم يستفد نجم كرة القدم العالمي من تجربته كقائد احتياطي للنخبة المغربية , ليصبح الآن ربان الكتيبة ؟

لا يا مصطفى , تاريخك لا يشفع لك أن تجلس على دكة الاحتياط , لا تحرك ساكنا و لا تفعل شيئا , عدا مصافحة يوسف النصيري حينما يسجل هدفا بمشقة النفس . بالنظر إلى ماضيك الجميل , لا يجب أن يسميك بادو الزاكي بأنك أفعى , و نعثك رونار بأنك خائن , و صرح الفاشل العث الرث وحيد خليلوزيتش بأنه ندم بإبقائك معه في الإدارة الفنية لمنتخب بلدك و هو الأجنبي غير المرغوب فيه . يا حجي هذا ما جنيته على نفسك . و جنته البراقش حينما اتكلت و استندت على من جاء ليحقق مجده هو لا لتحقيق مجدك أنت .

الآن , الآن نحن في حاجة إليك , و لو كنت مستعدا لما قاد أحد غيرك منتخب بلدك في مونديال قطر . كنت لتكون أنت القائد و الرسام المبهر أيها النجم الآفل …..

اتكاليتك و عدم تعلمك من ممن اشتغلت معهم , و صمتك القاتم , و اعتباطية عطائك في الإدارة الفنية للمنتخب المغربي , هي أمور جعلتك تطرد من خليتك الأصل , بقي فيها الزنبور العث , في الأخير , و كنت أنت ضحية التغيير و كأنك أنت سبب الفشل , بالرغم من أنك واحد من المغاربة القلائل الذين كانوا يسارعون في تلبية نداء الوطن .

أنظر يا مصطفى إلى نجمنا عادل رمزي الذي ولد بملاعب الحمري , و لعب في بطولة وطنية مهترئة , جد و كد و احترف , و الآن هو مع نجم الكرة العالمية فان نستلروي يلاحقه أينما حل و ارتحل , و اسند إليه مهمة تدريب الفريق الرديف للأيندهوفن . و حصل على دبلوم تدريب عالمي ” إيرو برو ” و يحق له الآن أن يدرب البارصا و الريال و المانشستر . لماذا ؟ لأنه لم يتكل على أحد .

أتمنى أن يستيقظ نجمنا مصطفى حجي من سباته و يترك المحاكم و الفيديوهات , و يدخل سوقا تعترف بنجوميته , يبيع فيها سلعته لمن يقدرها , لكن قبل ذلك عليه أن يصنع لنفسه شخصية و قدرا , كتلك التي اتسم بها قبل اعتزاله الكره , حيث اسمه فقط كان يهزم الخصوم , أما إذا لمس الكرة , فحدث و لا حرج ……. و إن غدا لناظره قريب .

Exit mobile version