رضوان ادليمي – الجريدة العربية
يلاحظ الزائر لمدينة كلميمة أقدم جماعة بإقليم الراشدية مند الوهلة الاولى، أن السكان يشعرون بالتهميش والإقصاء وعدم استفادتهم من البرامج التنموية إلا بنسبة ضئيلة جدا،أمام غياب تام لأبسط المشاريع، وانتشار واضح للبطالة بين شبابها، في ظل انعدام المؤسسات الاجتماعية والرياضية والثقافية،وعجز المجلس عن الاستجابة لجميع المتطلبات، وهو ما يتأكد لك بالملموس وانت تتجول في أزقة الجماعة التي لازالت متأخرة وجامدة وكأنها لا تتحرك قيد أنملة على هذا المستوى. فماذا قدم المنتخبون والمسؤولون بالجماعة خلال السنوات الأخيرة؟ وماهي منجزاتهم؟ وماهي المشاريع ذات الأولوية المبرمجة من طرفهم؟ وماهي إسهامات باقي مكونات الشأن العام بالجماعة من سلطات محلية ومؤسسات وفعاليات.
المدينة التي أقام بها المستعمر أول مركز له لبسط نفوذه،أنجبت عددا مهماً من الكوادر الطبية و الأطر العليا بمختلف التخصصات: أساتذة جامعيون وباحثون يدرسون بالجامعات المغربية، والجامعات الأوروبية، فضلا عن أطر دات كفاءة عالية في مناصب مهمة بالمؤسسات العمومية والأمنية.
جماعة كلميمة التي لقبها المغفور له الحسن الثاني” مشتل المهندسين” تعرف هشاشة في بنيتها التحتية، طرق متهالكة ومناطق خضراء منعدمة وأزبال متراكمة ومياه عادمة تملأ وسط و جنبات الشوارع والأحياء، وملعب متهالك يعيش وضعا كارثيا . هذا وتأسف أحد أبناء المنطقة في حوار مع ” الجريدة العربية” على حقيقة ما آلت إليه أوضاع الجماعة اليوم بعدما خرجت عن اهتمام المسؤولين الذين أصبحت مآربهم الخاصة أقرب إليهم من حبل وريد الجماعة.
ساكنة كلميمة جلهم يعتقدون بل اعتقدوا أن جماعتهم كان من المفترض أن تصبح مركزا عمرانيا و حضاريا ينبهر له الجميع بفعل المؤهلات الطبيعية والاقتصادية، والموقع الجغرافي بين الراشدية وتنغير، غير أن عدم تجهيز البنية التحتية، وكذا لامبالاة بعض المنتخبين الجماعيين واستخفافهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم من طرف من صوت عليهم في جميع الانتخابات الماضية، أثر بشكل كبير على المنطقة التي أصبح يبكي لحالها من غادروها كرها إلى المدن المجاورة( الراشدية -مكناس-فاس..)، وكذا من هاجروها إلى الضفة الأخرى الذين كلما عادوا وجدوها ترزح تحت عتبة التهميش كما كانت.