ما الذي يخطط له الغرب بعد إبادة غزة .

الجريدة العربية – إدريس زياد

في الوقت الذي يحشد فيه الغرب أساطيله أمام شواطئ فلسطين معلناً دعمه الواضح والفاضح للكيان الصهيوني، يكتفي وزراء خارجية العرب بالتأكيد على ضرورة وقف التصعيد بين الطرفين، والدعوة لإعادة مسلسل المفاوضات من أجل استتباب الأمن والسلام بالمنطقة والتأكيد على حل الدولتين، إسرائيل وعاصمتها القدس الغربية، وفلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، فشتان بين الموقفين، وقد سمعنا عن مخطط تهجير أهالي غزة إلى جنوب وادي غزة وكذا إلى سيناء، وهناك كثير من المتابعين لا يعلمون معنى هذا الكلام إلا أهالي غزة، فعندما تسمع كلمة مخيم معناه أن كل سكانه من اللاجئين، فسكان مخيم الشاطئ في غزة معظم أجدادهم ولدوا في قرى اللد والرملة أو يافا وعسقلان والمجدل، تم تهجيرهم في نكبة 1948 وعاشوا حياة فقر وبؤس شديدين في المخيمات، والهجرة معناها البؤس والتشرد وتكرار النكبة، والمناطق التي يتحدث عنها الكيان الصهيوني هي مناطق واسعة جداً، حوالي 100 كيلومتر مربع من أصل 360 كيلومتر مربع، ما يعني ثلث مساحة قطاع غزة، وهي مساحة منطقة المثلث الجنوبي في الداخل من قلنسوة وطيبة إلى الطيرة وجلجولية وحتى كفر برا وكفر قاسم، فمن يقرأ عن تاريخ النكبة والتهجير، يعلم أن الذي هاجر من فلسطين وكان يفكر بأن الأمر أياماً معدودة ويعود، لم يعد منذ 75 سنة، إذن ماذا يتم التخطيط له من طرف الصهاينة ونواياهم بعد إبادة غزة؟

أما إذا تم إستئصال مواضع العزة في قطاع غزة، سينظر عموم الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية الناصرة للقضية الفلسطينية، نظرة إزدراء إلى القادة أصحاب القرار في الضفة الغربية وقادة الدول العربية والإسلامية الذين لم يدفعهم وازعهم الوطني أو العروبي أو الإسلامي للتضامن الحقيقي مع القطاع…

أما الرأي العام العالمي فلا يتغيّر بمنشور هنا وآخر هناك، الرأي العام العالمي يحتاج إلى ماكينات إعلامية لها تأثير قوي، أو لوبيات إعلامية تعادله في القوة والتأثير، فحتى في الدول الغربية لو تأملنا كيف يتعاطى الإعلام الغربي مع القضية الفلسطينية لوجدنا أن الأمر لا يتعلق بالصحفي ولا بالصحيفة، وخير مثال على ذلك هي ألمانيا التي انقلبت بعد الحرب العالمية الثانية بشكل لافت، فخلال الحرب العالمية الأولى قبل النازية كانت الماكينة الإعلامية الألمانية تجند المسلمين ضد الإنجليز وتدعو للجهاد، وبعد الحرب العالمية الثانية وقع شرخ وأصبحت الصحافة في ألمانيا الشرقية تغرد مع العرب والصحافة في ألمانيا الغربية تغرد مع الغرب، إلا أنه بعد توحيد ألمانيا توحّد الإعلام وأصبح موالياً للغرب، إلى درجة أننا وصلنا إلى حالة ملاحقة المواطن الفلسطيني حينما يعبّر عن فلسطينيّته، موازاة بما كان يشعر به اليهودي في أيام النازية .

Exit mobile version