قمر منير يأفل في حادث النقل المزدوج بأزيلال .

لحسن كوجلي – أزيلال

ماذا لو لم نكن مسلمين مؤمنين بالله و بقضاءه وقدره، كيف ستكون رؤيتنا للموت الذي لطالما يخطف من المرء قرة عينه في لحظة دونما تشاور و تبرير.وماذا لولا ايماننا بحكم الله في عطاءه و أخده، هل كنا سنرضى بأوضاع هذه الحياة الغدارة التي نعيش على اوهامها الباطلة. و ماذا لو لم يكن الله عز وجل قد ميزنا بجميل الصبر و السلوان، هل كنا سنكره ( بضم النون وكسر الراء ) انفسنا على اقتراف المعاصي عند كل الشدائد و الاهوال. و ماذا لو لا طهارة قلوبنا نحو الله تعالى، هل كانت أفئدتنا تقوى على الصبر و السكينة لفراق و هجران حبيب، حينما تسرقه واحدة من الاحداث الأليمة الني لم تتوقف الحياة على صناعتها في كل لحظة و يوم. أسقي عماد، من مواليد 1999 بدوار السادات بالجماعة الترابية مولاي عيسى ابن ادريس قبيلة ايت اعتاب باقليم ازيلال، واحد من الأساتذة ضحايا حادثة النقل المزدوج بايت بولي باقليم ازيلال، البريئ الذي قطفت( بضم القاف ) زهرة شبابه قبل ان يتفتح صدره للحياة. القمر المنير الذي أفل قبل ان يضيء بيت أهله و عشيرته.

الورد الذي ذبل قبل ان تشتم والدته حلاوتها و القلم الذي جف حبره قبل ان يسطر رسالته العلمية لمتعلميه.الفقيد، خريج الفوج الاخير للتعليم، من عائلة متواضعة اجتماعيا، كانت تمني نفسها في ان يغير الراحل ابنها البكر من حياتها نحو الافضل، و التي ظل يسود الاعتقاد لديها انه مع بداية تعيين ابنها استاذا، قد يمحو ذلك من بالها شدائد الازمات التي صاحبت اهوال تكبيره و سهر تعليمه، إلى ان خطفه الموت و هو في طريقه لتعليم الناشئة، فهلك و هلكت معه احلام الجميع.إن من ضيق الدنيا و بؤسها ان تسمع عن هذا الاستاذ الشاب الذي مع اول راتب يتوصل به، يصرفه في اسعاد كل الكبير والصغير من اهله، ويطلع اصدقائه في اخر حديث له معهم انه سيقيم وليمة خاصة بهم في الموعد المقبل الذي انتهى قبل ان يتحقق فعله. إن من جملة ما كان يضايق الفقيد في صدره قيد حياته, أنه كان دوما يظهر للعائلة شديد خوفه من صعوبة الطريق التي كانت تأخده نحو العمل، و كأنه يدرك بان بلوى هذه الطريق من ستوقع على نهاية حياته.و نظير هذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي القلبية الى أهل واسرة ال اسقي بدوار السادات و بكل مناطق قبيلة ايت اعتاب، سائلا الله عز وجل ان يرحمه رحمة واسعة و ان يصفح عن ذنوبه وان ينزله عنده منزلة الصالحين الى جوار سيد الخلق والنبيئين والشهداء, و ان يصرف عن اهله و ذويه ضيق الحزن و ان يعوضهم خير من الفقيد ، و انا لله وانا اليه راجعون.

Exit mobile version