الجريدة العربية – مراسلة من قلعة السراغنة
في مشهد يعكس وعيًا حضريًا متقدمًا، شهدت مدينة قلعة السراغنة صباح اليوم انطلاق حملة ميدانية منظمة لمحاربة ظاهرة “الكارو” (العربات المجرورة)، وذلك في إطار رؤية شاملة لتحسين المشهد العام وتنظيم حركة السير، بمشاركة فاعلة للسلطات المحلية والأمن الوطني ومصالح المجلس الجماعي.
وقد عرفت الحملة حضورًا ميدانيًا وازنًا لقائد المقاطعة الثالثة، السيد محمد بوكروري، الذي أبلى بلاءً حسنًا في تدبير هذه العملية بحكمة وتواصل إيجابي مع الساكنة، إلى جانب حضور ممثل الأمن الوطني السيد عبد العزيز السكوري، وعدد من أطر الجماعة، في تناغم يعكس جدية مؤسسات المدينة وحرصها على خدمة المصلحة العامة.
وقد تم حجز عدد من العربات التي تعيق السير وتشوه المنظر الحضري، في احترام تام للمساطر القانونية، مع إعلان الجهات المنظمة أن عملية الإتلاف ستتم بشكل رسمي وتحت إشراف مباشر، مع ضمان الشفافية والوضوح في كل الإجراءات.
لكن اللافت في هذه الحملة، أنها لا تُقارب المسألة من زاوية الزجر فقط، بل من زاوية اجتماعية وإنسانية أيضًا. فقد شددت فعاليات محلية وحقوقية على ضرورة إيجاد بدائل معقولة ومستدامة لأرباب العربات المجرورة، الذين يشكل “الكارو” مصدر رزقهم الوحيد، تفاديًا لأي تبعات اجتماعية سلبية قد تُفضي إلى تشريد أسر وفقدان موارد عيش.
وتُظهر هذه المبادرة، في بعدها الشامل، العمل الجاد الذي يقوم به المجلس البلدي المنتخب والسلطات المحلية والأمنية بمدينة قلعة السراغنة، في سبيل إعطاء المدينة روحًا جديدة تليق بتاريخها العريق وكرامة ساكنتها. فقلعة السراغنة اليوم، ليست مجرد مدينة في طور التحول، بل عنوانٌ لطموح جماعي في خلق فضاء حضري منظم، عادل، وجاذب للتنمية.