بقلم الأستاذ إدريس زياد
غزة تقاتل رغم حصارها، غزة تدافع عن القدس رغم ضيق حالها، غزة تنافح عن الأقصى رغم قصر ذات يدها، غزة تكتب سفر التاريخ في وقت عجز فيه آخرون، غزة تغيث أمها القدس، غزة ترسم الطريق نحو الأقصى، غزة منجم عزة، غزة ثروة كرامة، غزة متوكلة على ربها، غزة تعيد أمجاداً للأمة، غزة ليست وحدها، غزة معها الضفة البطلة مخزون فلسطين الاستراتيجي، تتحرك بزخم شعبي كبير، وتقدم كل يوم عدداً من الشهداء، وتنتظر بشغف إقبار التنسيق الأمني مرة واحدة وإلى الأبد، غزة ليست وحدها، غزة معها القدس ونابلس والخليل والمثلث والجليل، غزة معها رام الله وجنين والنقب وكل أحرار المسلمين والعرب، ولكنكم قوم تستعجلون، غزة تبقى شوكة في عيون بني صهيون ومن والاهم…
اللهم احفظ أهل غزة وانصرهم وارحم موتاهم وشافي جرحاهم، اللهم سخر لأهل غزة ملائكة السماء وجنود الأرض ومن عليها وافتح لهم أبواب توفيقك واشرح صدورهم، ويسر أمورهم وقوي عزيمتهم، ومد صبرهم، اللهم أكرمهم واحفظهم واجعل لهم من كل ضيق مخرجاً، اللهم انصرهم على من عاداهم وافتح لهم فتحاً قريباً، من لا يعرف غزة فهي في الحب كيوسف، وفي الحزن كيعقوب، وفي النار كإبراهيم، وفي الظلمات كيونس، وفي الابتلاء كأيوب، وفي الغار كمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وغداً إن شاء الله ستتوج غزة في الملك كيوسف، وتستعيد بصرها كيعقوب، وتنتصر كإبراهيم، ويذهب عنها الكرب كيونس، وتتعافى كأيوب، وتفتح العالم بالرحمة كمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء…
ومما نستأنس به في غزة، كلام الإمام الغزالي: “فإذا احتدمت المعركة بين الحق والباطل، وبلغت ذروتها، وقذف كل فريقٍ بآخر ما لديه ليكسبها، هناك ساعة حرجة يبلغ الباطل ذروة قوته، والحق أقصى محنته، فيأتي الثبات في هذه الساعة الشديدة نقطة التحول، وهنا يظهر الحق صاعداً، والباطل نازلاً”.