طاقة : بمعدن ” الكوبالت ” المغرب يحدث ثورة عالمية في صناعة السيارات الكهربائية .

الجريدة الإخبارية .

بدأ المغرب يرسو بخطاه السديدة نحو انتزاع موقع قوي ضمن خانة أقوى المصنعين في العالم . حيث بزغ نجم المملكة الشريفة في الأعوام الأخيرة , و هي تتصدر ” الإنفو غرافيك ” العالمي الخاص بالصناعة و قطاع الإنتاج و التصدير . إذ أصبح المغرب قطبا مهما و استراتيجيا عبر ” تدوير ” الموارد الطبيعية التي تكتنزها أرضه التي ما انفكت تبوح بأسرارها في كل حين . و على غرار ذلك انبرى هذا البلد المتوسطي لتطوير أول مصنع لإنتاج الكوبالت سيحدث به ثورة جذرية في تطوير صناعة السيارات الكهربائية .

المواد الاستراتيجية و انتقال الطاقة .

من المتوقع أن يتضاعف الطلب على المواد الاستراتيجية اللازمة لانتقال الطاقة بمقدار 50 ضعفًا خلال الثلاثين عامًا التالية .  حيث توفر الصين 90 ٪  من الطلب العالمي على عناصر الأرض النادرة ، و جنوب أفريقيا 80 ٪ من معدن البلاتينيوم . أما جمهورية الكونغو الديمقراطية فتوفر 65 ٪ من الكوبالت لكوكب الأرض . و يعتمد الأوروبيون بشكل مفرط على الصين و غيرها من البلدان الناشئة للإمدادات المستقبلية .

يعتبر الكوبالت من العناصر الكيميائية التي تدخل في إنتاج السبائك المقاومة للأكسدة و التآكل المغناطيسي . إذ يدخل هذا الفلز الرمادي الصلب في استعمالات جمة , من الصباغة و التزيين إلى الصناعة الثقيلة و المعقدة .

و مع تزايد صناعة السيارات الكهربائية و وفرة الطلب عليها , دخل ” الذهب الأزرق ” أو معدن الكوبالت في مركز اهتمام منتجي القطاع . خاصة مع ازدياد الحاجة إلى سلاسل توريد السيارات الكهربائية . ليحظى بذلك الإنتاج المغربي باهتمام مثير على مستوى الطلب العالمي .

الكوبالت المغربي و تهافت الشركات الرائدة عالميا .

يحتل المغرب المرتبة العاشرة عالميا في إنتاج مادة الكوبالت بقيمة إنتاجية بلغت في سنة 2020 نحو 1.9 ألف طن متري . و بالرغم من احتلاله المرتبة 12 عالميا من حيث التصدير , إلا أن المغرب و كندا هما الرائدان دوليا على مستوى إنتاج الكوبالت النقي , الذي يجعل عديدا من الدول تستغني عن الوقود الأحفوري المتسبب في انبعاثات الكربون السامة و المؤثرة على المناخ .

و تهافتت عديد من الشركات العالمية على المنتج المغربي لجودته الخاصة , حيث أمضت الشركة الألمانية BMW اتفاقية لخمس سنوات مع شركة التعدين المغربية ” مناجم كروب ” . كما أن هذه الأخيرة أبرمت اتفاقا أخر مع الشركة الأنجلو – سويسرية ” جلينكور ” لافتتاح مصنع الكوبالت قرب مدينة مراكش ثالت أكبر المدن المملكة .

الذهب الأزرق المغربي و بطاريات مركبات EV .

و في مقابلة تليفزيونية أجراها العالم و المهندس المغربي ” رشيد اليزمي ” قال : أن مصنع مراكش لتدوير الكوبالت لا يعد أمرا مثيرا للدهشة , إذ ما بين 25 % و 30 % من بطاريات السيارات الكهربائية ستكون مصنوعة من مواد أعيد تدويرها . و أضاف ” اليزميمخترع ” أنود الكرافيت ” و هو إختراع عالمي يدخل في صناعة بطارية الليثيوم : و رغم وجود تقنية تدوير الكوبالت منذ عقدين من الزمن , إلا أن الحاجة أصبحت ملحة الآن بعد تسارع الخوف من نذرة المواد الخام .

و يأتي افتتاح مصنع مدينة مراكش لتدوير الكوبالت في ظرف يشهد فيه العالم طلبا متزايدا على السيارات الكهربائية التي قللت من ظاهرة الانحباس الحراري , و من ارتفاع نسبة الغازات السامة في البيئة , مما سيلعب دورا مركزيا في المساعدة على تقليل تصاعد الكربون .

المصدر
موقع الطاقة
Exit mobile version