صرعى حادث النقل المزدوج شهداء بإذن الله. و أزيلال أكبر من أن يدافع عنه جاهل أو أن يمسه متربص بالسوء.

الجريدة العربية- لحسن كوجلي

لا ريب في كون صرعى حادث حافلة النقل المزدوج بمنطقة ايت بولي باقليم أزيلال ينطبق عليهم قول الله تعالى ” و ما تدري نفس بأي ارض تموت ” . رجال ونساء و اطفال فقدوا حياتهم في لحظة قدرها الله تعالى و ما شاء فعل.إن ما هز احاسيس كثير من الناس و حرق افئدتهم اكثر من الحادث نفسه، ما خلفته مشاهد ما بعد الكارثة، من صور بقايا طعام ، و قطع ملابس متناثرة، تصنعت للدلالة عن نهاية حياة نفوس كانت تقاوم من اجل العيش في جغرافيا عامرة الشدائد و العقد.نفوس عالمة و طاهرة زهقت مجانا و هي في ركب الاخطار، ماضية لنشر و توسيع دائرة العلم و المعرفة في مجال لم يستوفي بعد شروط العيش الكريم للإنسان.نفوس هي حقا مرحومة بإذن الله تعالى، لطالما كان غايتها النبل، و في طريق تأدية رسالة الصدق والحق، و لطالما كان قلب سائق الحافلة يفيض بروح الاخلاق العالية و التضامن، ونية تقديم المساعدة لغرباء كانوا في امس الحاجة اليها.رجال و نساء و أطفال اتاهم الموت فجأة من حيث لا يحتسبون، تلك ارادة الله، نحسبهم شهداء عن رب السموات والارض، القادر على ان يقول لشيء كن فيكون، صحيح إن فراق عدد من الاساتذة الشباب و اطفال في عمر الزهور بالطريقة التي جرت بالامس، لامر في غاية الحزن، و ليس من السهل ان تمحى من ذاكرة الانسان في غضون ايام و شهور. و لكن ما هو مقلق ايضا انه نظير كل مشكلة تقع بأزيلال، المجال الجبلي الوعر، الذي يتطلب انماءه امكانات ضخمة ، يخرج جمهور عريض ممن لا يربطهم وصال بالمنطقة لاعطاء فتاوى إضرام نار العداوة بين المواطن و المسؤول حتى من غير بينة . فابناء ازيلال اولى من غيرهم في اتخاد كل الطرق التي تتيح النصح و النقد، سيما و هم من يدركون محاسن المسؤول و خطاياه، هذا اضافة انه بالاقليم يوجد رجال ونساء من احسن اختيارهم للدفاع عن حقوق المنطقة و بؤسها، فلا يلتمس من احد ان يطالب بتحسين سيرة قادة و مسؤوليه، فالظاهرة متنامية في كل ارجاء المعمورة، في الارض و السماء، و في البر و عرض البحر، و لا حاجة لنا بمن يستخف منا او يستهدف بلادنا لاجل ان يكتب فقط على حائط موقعه التواصلي من غير أدراك بالاشياء. فإذا حل بالاقليم بلاء، ففي البلاد من هو قادر من ان يخلصنا من بلواها، و أذا رحل عنا عزيز، فأزيلال عامرة بالاعزاء. رحم الله الموتى و اسكنهم فسيح جناته، و عوض ذويهم خيرا منهم و انزل عليهم جميل الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.

1 / 7
Exit mobile version