الجريدة العربية
بعد أيام قليلة من بداية شهر رمضان المبارك، يواجه المواطنون ارتفاعا كبيرا في أسعار غاز البوتان المخصص للطبخ ، مما يخلق حالة من الارتباك المادي للأسر المغربية . وهذه الزيادة جزء من السياق الأوسع لتضخم التكاليف الذي لوحظ خلال هذه الأشهر الأخيرة ، حيث يتزايد الطلب على مختلف المنتجات والخدمات .
كما هو الحال في كل شهر رمضان، تشهد المنتجات تضخمًا معينًا بسبب الطلب المحلي . وتأتي هذه الزيادة الملحوظة في سعر غاز البوتان في الوقت الذي تجري فيه الحكومة إصلاحات لمراجعة نظام الدعم الحالي، بهدف تعزيز شبكة الأمان الاجتماعي للأسر الأكثر حرمانًا . ويمكن اعتبار الزيادة الملحوظة بين بعض الموزعين على أنها مضاربة، مما يثير تساؤلات حول تدخل الدولة في تنظيم الأسعار وإدارة العرض في السوق.
وفي أكتوبر 2023، كشف رئيس الحكومة عزيز أخنوش عن برنامج طموح للمساعدة الاجتماعية المباشرة يهدف إلى ضمان التغطية الطبية الشاملة وتوفير الدعم المالي للعائلات التي تعاني من أوضاع محفوفة بالمخاطر. ومن المقرر أن يتم التخفيض التدريجي للدعم الحكومي لسعر غاز البوتان على مراحل، مع زيادة أولية قدرها 10 دراهم اعتبارا من أبريل 2024 ، تليها زيادات متتالية حتى عام 2026. والهدف من هذه السياسة هو تحسين استهداف المستفيدين، وذلك من خلال إلغاء الدعم المقدم للأسر الثرية وبعض القطاعات الاقتصادية.
وسيأتي تمويل برنامج المساعدة هذا بشكل أساسي من خزائن الدولة، وعائدات الضرائب، بالإضافة إلى إصلاح صندوق التعويضات . ومن المقرر إلغاء الدعم الحكومي لغاز البوتان بشكل كامل بحلول عام 2026، وعندها سيعكس سعر قنينة الغاز تكلفتها الحقيقية .
أما بالنسبة للمساعدة الاجتماعية المباشرة، فقد تم تحديدها بـ 200 درهم لكل طفل ضمن الأسر الفقيرة، وهي مبادرة تم إطلاقها في يناير 2024. ويهدف هذا الإجراء إلى تخفيف العبء المالي عن الأسر الأكثر ضعفا، من خلال تقديم دعم ملموس لها لمواجهة الأزمة الاقتصادية ، و التحديات، خاصة خلال شهر رمضان حيث تميل النفقات إلى الزيادة.
و في هذا الصدد تتنوع ردود فعل الجمهور على ارتفاع أسعار غاز البوتان وتعكس المخاوف الاقتصادية الحالية. ويخشى بعض الخبراء من أن تؤدي الزيادة في أسعار الغاز إلى توليد تضخم إضافي وتفاقم وضع الفئات الأكثر حرمانا. واستجابة لذلك، تضمن الحكومة أن برنامج المساعدة الاجتماعية المباشرة، المخصص للأسر الأكثر احتياجا، سوف يخفف من تأثير هذا الإجراء على ميزانيتها.
ويشعر السكان بالقلق أيضًا بشأن تأثير إلغاء التعويضات على ميزانية الدولة ، و المناخ المتوقع من هذا الإصلاح . وشهد متوسط الدعم السنوي لأسطوانة غاز البوتان من وزن 12 كيلوغرام زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة، من 58 درهما في 2018 إلى 95 درهما في 2022 ، وهو ما كان له تأثير كبير على رسوم التعويض .
وأثار إصلاح هامش الدعم والزيادة في أسعار غاز البوتان جدلاً عامًا بين صفوف المواطنين الذين عبروا عن مخاوفهم وطلبوا توضيحات بشأن إجراءات الدعم التي اقترحتها الحكومة.