الجريدة العربية – حسن كوجلي/ أزيلال
مع صروف الأيام يزداد السؤال قوة، حول دور السياسي المنتخب على مستوى الجماعات الترابية، إذ أصبح ما يبصره المرء عن دور اغلبية هؤلاء المنتخبين لا يبشر بالخير، و هو دليل بأن المدرسة السياسية أضحت عقيمة في الانجاب والتربية و التأطير و صناعة القادة.
فإن كان دور المنتخبين عند التصويت لهم، هو بناء هيئة تنظيمية للتباحث و إعداد مخططات و برامج التأهيل و اتخاد قرارات تروم أحداث وتدبير مرافق و تجهيزات وتنمية التراب، بما يتماشى مع توجهات برامج التنمية الجهوية وفق مناهج تشاركية، الا ان ذلك لا يظهر للعموم على أرض الواقع الا في حالات قليلة.
و المنتخب غالبا، انطلاقا من فكر و خيال الناس، تكون بدايته، إما شخصية مصطنعة ، و إما ميسور الحال، و إما ذو ثقل و وزن عائلي، وإما مدعوم من جهة معينة و إما شخص محظوظ، يتلون مع تغير الأحداث السياسية، جلهم يبحثون عن التموقع داخل الأغلبية، يتصيدون المهام، حسب قوة حضور شخصية اي منتخب، وليس بناء على الكفاءة و على من يقوى على تحمل المسؤوليات.
و مع صروف الايام، يظهر معدن كل منتخب و نواياه، و ذلك انطلاقا مع توالي دورات المجالس، بحيث نرى في بعض المجالس باقليم ازيلال، أنه رغم مرور اكثر من ثلاث سنوات على الولاية الشريعة الحالية، لا يزال مجموعة من المنتخبين غير مدركين أين يتموقعون، و لا هم واعين بأهمية مسؤوليتهم اتجاه المواطنين، شعار الكثير مهم، أنا والطوفان من بعدي، لا شغل لهم داخل المجالس سوى إثارة النعرات، إنا عكسنا، لا يستقر رأيهم على رأي واحد، ثارة مع الاغلبية، ثارة اخرى يقفون إلى جانب المعارضة، عملهم ليس خدمة المواطنين اكثر مما هو الاجتهاد في لي دراع الرئيس و ابتزازه لسبب ما أو لغايات مختلفة.
و الرئيس الذي اتخد مجلسه من فوق اكثاف المنتخبين، يجد نفسه مجبرا في كثير من اللحظات، على الأمتثال لطلبات المبتزين، إن هو أراد تعاظم و استمرار بسط سلطته، كما هو الشأن في جماعات عديدة.
المقلق في الأمر، هو عن دور سلطات الرقابة، التي تتابع عن كثب،كل هذه المشاهد، من غير ان تبدي رأيا أو تقم أمرا و هي على كل شي قدير في المتابعة و التنبيه و التطهير بالعقاب.
إن من فساد حال الناس، ربطهم بمن هن مفسد السيرة، و بمن لا يقدر جسامة تحمل المسؤوليات. و نحن على بعد سنتين من الانتخابات البرلمانية، يحزننا امر بعض المنتخبين الذين لم يقدموا اي شيء إلى حد الان، و تراهم يسعون سعيا للارتماء بين أحضان بعض المحترفين السياسيين طمعا في حاجة او حاجات شخصية.