إلياس الهداجي – تونس
تعد ولاية المنستير من أهم المدن التونسية , و أحد أبرز المنتجعات السياحية بالبلاد . و تمتاز بوجود شواطئ بحرية تمتد على البحر الأبيض المتوسط اكتسبت من وجودها الاستراتيجي و الجغرافي و التاريخي زخما مهما جعلها في مصاف المنتجعات بالحوض البحري المتوسطي . كما يعتبر شاطئ القراعية واحدا من هاته الشواطئ ذات الصيت الذائع الذي يجلب السياح من داخل تونس و من خارجها بفضل جماليته و روعة الكورنيش الذي يمتد على طوله . لكن هذا الشاطئ للأسف أصبح عرضة لاختلالات طبيعية بدأت تفقده رونقه , وتبعث به نحو الهشاشة و تهدد مكانته السياحية .
عدسة الجريدة العربية بتونس رصدت هذا الاختلال الطبيعي الذي يجسده بالأساس “الانجراف البحري” في شاطئ القراعية ، حيث يتبين بشكل واضح اختفاء رمال الشاطئ و تلاطم الأمواج بجدار نزل المنستير بيتش مما تسبب في تصدعات بالبنية التحتية و أصبح الوضع يهدد بكارثة تحتم التدخل العاجل لحماية المكان .
و للمعلومة فإن نزل المنستير بيتش تم تشيده سنة 1963 وكان بعيدا على البحر ما يقارب 100متر ، لكن الطبيعة حسمت الأمر لينجرف الشاطئ بالكامل في انتظار تدخل السلطات المعنية لحماية النزل الذي يعد حاملا للكورنيش الذي يمتد أكثر من 400 متر .
كما تجدر الإشارة إلى انطلاق دراسة لحماية خليج المنستير من الانجراف منذ 3 سنوات ، فهل يصمد الكرنيش أكثر إلى حين انتهاء الدراسة و انطلاق الأشغال ؟ …..
و للحديث عن الانجراف البحر الذي يهدد بشكل خطير شاطئ القراعية , يقول ناشطون في مجال الانجراف أن من أهم أسباب هذا العامل الطبيعي هو انقطاع تموين الشاطئ بالرمال نتيجة بناء مارينا المنستير في السبعينات كما أن حركة المياه أصبحت أشد قسوة في السنوات الأخيرة , وهو أمر مرتبط بعمقها الذي ارتفع بمرور الوقت مما يحتم التدخل بتموين الشاطئ بالرمال و حمايته من الأمواج بتركيز كاسرات في عمق البحر .
هذا , و يشهد الكرنيش إعادة تهيئة انطلقت منذ سنة و نصف تقريبا , و من المنتظر انتهائها بحلول صائفة 2023 .